كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به أكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفِته إلى " أخرجه أحمد وعبد الرازق بسند صحيح (¬1) {9}
والأحاديث في هذا كثيرة: (¬2)
(3) فضل الصبر: الصبر لغة حبس النفس عن الضجر والرضا بما يقتضيه العقل أو الشرع. واصطلاحا خلق فاضل يحمل النفس على التحلي بما يحسن والتخلى عن القبيح. (وقيل) هو اعتراف العبد بأن ما أصابه من الله واحتساب أجره عنده ورجاء ثوابه منه. (وقيل) هو حبس النفس على الطاعة ومشاقها والمصائب وحرارتها وعن المنهيات والشهوات ولذاتها (وهو) ثلاثة أنواع: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية. هذا. والصبر فضله عظيم وأجره عميم قال الله تعالى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (¬3) وقال: " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " (¬4)
وأفضله ما كان عند الصدمة الأولى (لحديث) ثابت عن أنس قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تبكى على صبى لها فقال لها: اتقى الله واصبري
¬_________
(¬1) انظر ص 303 ج 2 مجمع الزوائد (ما يجرى على المريض) وأكفته بفاء وتاء مثناه أى أضمه الى القبر.
(¬2) تقدم بعضها فى بحث صلاة المريض ص 36 ج 4 الطبعة الأولى.
(¬3) الزمر: 39 - أى يعطون أجرهم بلا مكيال ولا ميزان (فقد) قال على رضى الله عنه: كل مطيع يكال له كيلا يوزن له وزنا الا الصابرين فإنه يخشى لهم خثيا.
(¬4) البقرة: 155 - 157 - والصلاة: المغفرة والثناء الحسن. والرحمة: العطايا والإحسان. والمهتدون: الكاملون فى الهداية، فإن الرضا بالقضاء فى كل حال علامة الهدى الكامل. ولما نزلت هذه الآية قال عمر رضى الله عنه: نعم العدلان ونعمت العلاوة. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة فهذان العدلان وأولئك هم المهتدون. فهذه العلاوة وهى ما يوضع بين العدلين.

الصفحة 5