كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 7)

على مزيد الترغيب في عيادة المريض والاهتمام بشأنها، وللحث على التواصل والألفة، وإلا فهي في الأصل مندوبة، وقد تصل إلي الوجوب في حق البعض وتتأكد في حق من ترجى بركته، وتسن فيمن يراعى حاله وتباح فيما عدا ذلك (ونقل) النووي الإجماع على عدم الوجوب يعنى على الأعيان (¬1)
(هذا) وقد استدل بعموم قوله: " عودوا المريض " على مشروعية العيادة لكل مريض (وقد) جاء في عيادة الأرمد بخصوصها حديث زيد بن أرقم قال: " عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجع كان بعيني " أخرجه أبو داود وأحمد والبيهقى والبخاري في الأدب المفرد والحاكم وصححه (¬2) {20}
(ويلحق) بعيادة المريض تعهده وتفقد أحواله والتلطف به وربما كان ذلك سببا لنشاطه وانتعاش قوته وفى إطلاق الحديث دليل على أن العيادة لا تتقيد بوقت.
(ب) فضل العبادة: قد ورد فضلها والترغيب فيها أحاديث منها (حديث) ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عاد مريضا لم يزل في خرفه الجنة حتى يرجع قيل يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها " أخرجه أحمد ومسلم والترمذى والبيهقى (¬3) {21}
(وحديث) ثابت البنانى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من
¬_________
(¬1) انظر ص 89 ج 10 فتح الباري (وجوب عيادة المريض)
(¬2) انظر ص 232 ج 8 - المنهل العذب (العيادة من الرمد) وص 381 ج 3 بيهقى (وأما) حديث آبى هريرة مرفوعا " ثلاث لا يعاد صاحبهن: الرمد، وصاحب الضرس، وصاحب الدملة " أخرجه الطبرانى في الأوسط، في سنده مسلمة بن على الحبشي ضعيف. انظر ص 300 ج 2 مجمع الزوائد وذكره ابن الجزرى في الموضوعات (ورد) بأنه ضعيف فقط.
(¬3) انظر ص 125 ج 16 نووي مسلم (فضل عيادة المريض) وص 380 ج 3 بيهقى وص 124 ج 2 تحفة الاحوذى (والخرفة) كغرفة وهى ثمرة الجنة النضجة شبه ما يحوزه عائد المريض من الثواب بما يحوزه من يجتنى الثمر (وجناها) آي يؤول به ذلك ذلك إلى الجنة واحتناء ثمارها.

الصفحة 9