كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 8)

فيرده، فيناديه أجلس، فيجلس، فيقول له: ماذا تقول في هذا الرجل؟ يعني النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من؟ قال: محمد، قال: أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يقول: وما يدريك أدركته؟ قال: أشهد أنه رسول الله، قال يقول: على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث. وإن كان فاجرا أو كافرا جاءه ملك ليس بينه وبينه شيء يرده، فأجلسه، قال: أجلس، ماذا تقول في هذا الرجل؟ قال: أي رجل؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قال يقول: ما أدري والله سمعت الناس يقولون شيئا فقلته، قال له الملك: على ذلك عشت وعليه مت وعليه تبعث، وتسلط عليه دابة في قبره معها سوط ثمرته جمرة مثل غرب البعير تضربه ما شاء الله صماء لا تسمع صوته فترحمه". أخرجه أحمد بسند رجاله رجال الصحيح (¬1). . {16}
... (وحديث) أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقولان: قد كنا
¬_________
(¬1) أنظر ص 114 ج 8 - الفتح الرباني (ما جاء في هول القبر وفتنته) وص 51 ج 3 مجمع الزوائد (السؤال في القبر) (فيأتيه الملك من نحو الصلاة فترده إلخ) أي تدفع الملك عنه وتقول: ليس لك قبلي مدخل (روى) أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإذا كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه والزكاة عن يمينه والصوم عن شماله وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه، فيؤتي من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ليس قبلي مدخل، فيؤتى عن يمينه، فتقول الزكاة: ليس قبل مدخل، فيؤتى من قبل شماله، فيقول الصوم: ليس قبل مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فيقول فعل الخيرات إلى الناس: ليس من قبلي مدخل (الحديث) أخرجه الطبراني في الأوسط بسند حسن (أنظر ص 51 ج 3 مجمع الزوائد) (وثمرة السوط) طرفه الأسفل. وغرب- بفتح فسكون- البعير: الدلو الكبير يحمله البعير .. يعني أن الله يسلط على الكافر أو الفاجر في قبره دابة صماء معها سوط طرفه من نار عظيم تضربه به إلى ما شاء الله.

الصفحة 14