كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 8)
ونحوهما (لحديث) أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع فرع نعالهم (الحديث) أخرجه احمد والشيخان وأبو داود والنسائي (¬1). {33}
(وقال) أحمد وبعض الشافعية: يكره المشي بين المقابر بالنعل مطلقا. ويسن خلعه إذا دخلها إلا لضرورة كخوف نجاسة أو شوك أو حرارة أرض (لقول) بشير بن معبد: بينما أنا أماشي النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبور المشركين فقال: لقد سبق هؤلاء خيرا كثيرا ثلاثا، ثم مر بقبور المسلمين فقال: لقد أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ثلاثا، ثم حانت من النبي صلى الله عليه وسلم نظرة فإذا رجل يمشي في القبور عليه نعلان، فقال: يا صاحب السبتيتين ويحك ألق سبتيتك، مرتين أو ثلاثا. فنظر الرجل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم خلع نعليه. أخرجه أحمد والحاكم وصححه والأربعة إلا الترمذي، وهذا لفظ أبي داود (¬2). {34}
¬_________
(¬1) أنظر ص 82 ج 8 - الفتح الرباني (المشي بين القبور بالنعل) وص 154 ج 3 فتح الباري (ما جاء في عذاب القبر) وص 203 ج 17 نووي (إثبات عذاب القبر) وص 88 ج 9 - المهل العذب المورود (المشي بين القبور بالنعل) وص 288 ج 1 مجتبي (التسهيل في غير السبتية) وأنظر الحديث تاما رقم 50 ص 72 ج 1 - الدين الخالص طبعة ثالثة (سؤال القبر).
(¬2) انظر ص 80 ج 8 - الفتح الرباني (المشي بين القبور بالنعل) وص 85 ج 9 المهل العذب المورود، وص 288 ج 1 مجتبي (كراهية المشي بين القبور بالنعال السبتية) وص 244 ج 1 - ابن ماجه (خلع النعلين في المقابر) و (بشير) كعظيم، كان اسمه زحما- بفتح فسكون- فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا. و (لقد سبق هؤلاء خيرا ... ) أي تقدموا الخير حتى جعلوه خلف ظهورهم ولم يعملوا به، والتكرير للتأكيد والتنفير من التخلق بأخلاقهم. و (لقد أدرك هؤلاء خيرا ... ) أي تحصلوا عليه. وفي رواية النسائي: لقد سبق هؤلاء شرا كثيرا. أي سبقوه حتى جعلوه وراء ظهورهم ووصلوا إلى الخير والكفار بالعكس. و (عليه نعلان) يعني يمشي بينها في نعليه كما في رواية النسائي وابن ماجه. و (السبتيتين) بكسر السين وسكون الباء: نسبة إلى السبت وهو جلود البقر المدبوغة بالقرظ، سميت بذلك لأن شعرها قد سبت، أي أزيل. و (ويحك) كلمة ترحم وإشفاق، عكس ويلك: وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالخلع احتراما للقبور.