كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 8)

أن يضع سفرة ومحوها ليكون أنظف للمسجد وأصون (¬1) ولا يجوز أن مخرج لغسيل يده لأن له من ذلك أبداً.
(ز) ويباح للمعتكف الكلام للحاجة وتوديع زائره وزيارة امرأته له (لقول) صفيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفاً فأتيته أزوره ليلاً فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام معي يقلني فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي. قالا: سبحان الله يا رسول الله فقال: "إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً أو قال شيئاً" أخرجه البيهقي والسبعة إلا الترمذي (¬2). {263}
(ح) ويجوز للمعتكف- عند غير المالكية- دخول بيته لحاجة الإنسان التي لابد منها كالبول والغائط وغسل الجنابة (وقالت المالكية: يكره دخوله محل أهله كزوجة- لئلا يطرأ عليه ما يفسد اعتكافه- ولو كان دخوله لحاجة من بول أو غائط فإن لم يكن به أهله لم يكره كما إذا كان أهله في علو المنزل ودخل هو أسفله والمراد محل أهله القريب من المسجد. أما البعيد فيبطل اعتكافه بدخوله إن أمكن غيره (¬3).
¬_________
(¬1) انظر ص 534 ج 6 مجموع النووي.
(¬2) انظر ص 321 ج 4 بيهقي. وص 253 ج 10 الفتح الرباني (ما يجوز للمعتكف فعله) وص 197 ج 4 فتح الباري (هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟ ) وص 156 ج 14 نووي، وص 243 ج 1 - المنهل العذب المورود، وص 278 ج 1 - ابن ماجه (فانقلبت) أي أردت الرجوع إلى بيتي و (يقلني) - بفتح فسكون- أي يردني إلى منزلي. و (إن الشيطان يجري .. ) وفي رواية للبخاري: يبلغ. وقد قيل: هو على ظاهره وان الله تعالى أقدره على ذلك (وقيل) هو على سبيل الاستعارة من كثرة وسوسته وكأنه لا يفارقه كالدم فاشتركا في شدة الاتصال وعدم المفارقة (انظر ص 199 ج 4 فتح الباري.
(¬3) انظر ص 666 ج 1 - الفجر المنير وفيه (فإن قيل) لم كره دخوله منزل أهله مع أنه يجوز مجيء زوجته إليه وأكلها معه وحديثها له؟ (يجاب) بأن المسجد وازع وزاجر لهما ولا وازع في المنزل.

الصفحة 548