كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

وعن عمرو بن شعيب عن أَبيه عن جده (عبد الله بن عمرو) أَن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (الَّراِكبُ شيطانٌ والَّراكِبَانِ شيطانان والثلاثة ركب).
أَخرجه الإِمامان والأَربعة إلاَّ النسائى بسند حسن وصححه ابن خزيمة والحاكم (¬1) {12}
وحكمة النَّهْى عن ذلك أَن الواحد لو مات فى سَفره قد لا يجد من يقوم بشأْنه، وكذا الإِثنان إِذا ماتا أَو إِذا مات أَحدهما لا يجد الآخر من يعينه بخلاف الثلاثة، ففى الغالب أَنه لا يخشى عليهم شئٌ من ذلك. وهذا زجر أَدب وإِرشاد، لما يخشى على الواحد من الوحشة، وليس بحرام. ومحله إذا لم يَدْعُ إِلى الانفراد داع كالتجسس وتعرُّف أَحوال العدو فإِنه يجوز، لقول جابر رضي الله عنه: نَدَبَ النبىُّ صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير (الحديث) أخرجه البخارى (¬2) {13}
(9) ويُستحبُّ للمُقِيم توصية المسافر بالدُّعاءِ له فى مواطن الخير، لقول عمر رضى الله عنه: (استأْذَنْتُ النبى صلى الله عليه وسلم فى العمرة، فَأَذِنَ لى وقال: لا تَنْسَنَا أُخَىّ من دعائك). أَخرجه أَبو داود والترمذى وقال: هذا حديث حسن صحيح والحاكم وصححه (¬3) {14}
¬_________
(¬1) انظر ص 211 ج 4 زرقانى الموطأ (الوحدة فى السفر .. ) وص 64 ج 5 الفتح الربانى، وص 36 ج 3 سنن أبى داود (الرجل يسافر وحده) وص 90 ج 2 تيسير الوصول (الرفقة - السفر) والمراد بالراكب المسافر وحده ولو ماشياَ، سمى لأنه أشبه الشيطان فى المخالفة (والثلاثة ركب) أى هم الذين يستحقون أن يسموا ركباً لكونهم محفوظين من الشيطان.
(¬2) انظر ص 84 ج 6 فتح البارى (السير وحده - الجهاد).
(¬3) انظر ص 161 ج 8 المنهل العذب (الدعاء) وص 275 ج 4 تحفة الأحوذى.

الصفحة 10