كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

(7) ويُستحبُّ أن يدعو وقت السَّحر بما فى حديث أَبي هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم إذا كان فى سفر وأَسْحَر يقول: (سَمَّعَ سامع بحمد الله ونعمته وحُسْن بلائه علينا، رَبَّنَا صاحِبنا وأَفضل علينا عائذاً بالله من النار). أَخرجه مسلم والحاكم وزاد: يقول ذلك ثلاث مرات ويرفع بها صوته (¬1) {26}
(8) ويُستحبُّ لمن رأَى بلداً يقصدها الدعاءَ بما فى حديث عطاء ابن أَبى مروان عن أَبيه عن كعب عن صهيب أَن النبى صلى الله عليه وسلم لم يَرَ قرية يريد دخولها إِلاَّ قال حين يراها: (اللَّهُمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبْعِ وما أَظْلَلْنَ، وربَّ الأَرَضين السَّبع وما أَقْلَلْنَ، وربَّ الشياطين وما أَضْلَلْنَ، وربَّ الرِّياح وما ذَرَيْن: أَسْأَلك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذُ بك من شَرِّها وشَرِّ أَهلها وشَرِّ ما فيها). أَخرجه ابن حبان، والحاكم وصححاه، والطبرانى بسند رجاله رجال الصحيح غير عطاءٍ وأَبيه. وكلاهما ثقة. قاله الهيثمى (¬2) {27}
وأَن يدعو بما فى حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال: (كُنَّا نُسَافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا رَأَى قريةٌ يُرِيدُ أَن يَدْخُلَهَا قال: اللَّهُمَّ بَارِكْ لنا فيها ثلاثاً، اللَّهُمَّ ارزقنا جَناها وحَبِّبْنَا إَلى أَهلها وحَبِّبْ صالحى أَهلَها إلينا). أَخرجه البطرانى فى الأَوسط بسند جيد (¬3) {28}
¬_________
(¬1) انظر ص 39 ج 17 نووى مسلم (الأدعية) و (سمع) بشد الميم المفتوحة، أى بلغ سامع قولى هذا لغيره. وضبطه بعض العلماء بكسر الميم مخففة. ومعناه: شهد شواهد على حمدنا لله على نعمه وحسن بلائه. والبلاء من الله تعالى قد يكون بالنعمة وهو المراد هنا (وصاحبنا) فعل دعاء. دعا الله تعالى أن يصاحبه بالعون ويتفضل عليه حال كونه عائذاً به من النار.
(¬2) انظر ص 135 ج 10 مجمع الزوائد (ما يقول إذا رأى قربة) وسؤال خير القرية والتعوذ من شرها، إنما هو باعتبار ما يحدث فيها من الخير والشر. وأما هى فلا خير لها ولا شر.
(¬3) انظر ص 134 ج 10 مجمع الزوائد (ما يقول إذا رأى قربة) و (الجنى) = بفتحتين فى الأصل: ما يجتنى من الشجر. وكأنه عبر به عن فوائد القرية المنتفع بها. ويحتمل أن يراد ما يجتنى من الثمر، لأنه أعظم فوائد الأرض.

الصفحة 15