كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

مُحمداً رسولُ الله، وإِقامِ الصَّلاَةَ وإِيتاء الزَّكاةِ وحَجِّ الْبَيْتِ وصِيَامِ رمضان). أَخرجه أَحمد والشيخان والنسائى والترمذى وقال: هذا حديث حسن صحيح (¬1) {31}
وهو بفتح الحاءِ وكسرها، لغة القصد إلى معظم، وشرعاً قصد البيت الحرام لأَداءِ أَفعالٍ مخصوصة من الطواف والسعى والوقوف بعرفة فى وقتها محرماً بالحج، وهو من الشرائع القديمة. " قال " محمد بن كعب القرظى أو غيره: (حج آدم عليه السلام فلقيته الملائكة فقالوا: بَرّ نسكك يا آدم لقد حججنا قبلك بأَلفى عام). أخرجه الشافعى (¬2). {1}
وقد روى أنه ما من نبى إِلاَّ حَجَّ.
ثم الكلام بعد ينحصر فى ستة مباحث:
(1) حكمه: هو فرض على المستطيع من الإِنس والجن، لقوله تعالى: {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (¬3)} قال ابن علان: دخل فى الناس الجنِّى بناءً على أَنه من نَوَسَ إِذا تحرك. فيجب الحج على المستطيع من الجن (¬4)،
¬_________
(¬1) انظر ص 78 ج 1 الفتح الربانى، وص 38 ج 1، فتح البارى (الإيمان) وص 177 ج 1 نووى مسلم (أركان الإسلام) وص 298 ج 2 مجتبى (على كم بنى الإسلام؟ ) و 352 ج 3 تحفة الأحوذى (بنى الإسلام على خمس) والحديث جاء فى رواية أحمد والبخارى والنسائى ورواية لمسلم بتقديم الحج على الصيام، وفى رواية الترمذى تقديم الصيام على الحج. وفى رواية لمسلم من طريق سعد بن عبيدة عن ابن عمر تقديم الصوم على الحج. فقال رجل: الحج وصيام رمضان. فقال أبن عمر: لا، صيام رمضان والحج. هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ: فيه إشعار بأن رواية حنظلة مروية بالمعنى إما لأنه لم يسمع رد ابن عمر على الرجل أو سمعه ثم نسيه.
(¬2) انظر ص 285 ج 1 بدائع المنن.
(¬3) الآية 97 من سورة آل عمران. قال البيضاوى: وضع من كفر موضع من لم يحج، تأكيداً لوجوبه وتغليظاً على تاركه.
(¬4) انظر ص 78 ج 7 دليل الفالحين.

الصفحة 17