كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} (الحديث) أخرجه الشيخان (¬1) {36}
فثبت بهذا نزول قوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} زمن الحديبية. (وعن ابن مسعود) وغيره أنه قال فى قوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} أَقيموا الحج والعمرة لله. أخرجه البيهقي (¬2) {3}
(وقال) مالك وأَبو يوسف وأَحمد وبعض الشافعية: الحج فرض على الفور، فيأْثم المستطيع بتأْخيره، لقوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ} والأَمر على الفور (وعن ابن عباس) أَن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من أَراد الحج فَليَتعجَّلْ) أَخرجه أَحمد وأَبو داود وابن ماجه والدارمي (¬3) {37}
وأجاب الأولون: (ا) عن الآية بأَن الأَمر المجرد عن القرائن لا يقتضى الفور. وعلى فرض أَنه يقتضيه فيصرفه إلى التراخى ما تقدم من فعل النبى صلى الله عليه وسلم وأَكثر أَصحابه.
(ب) وعن الحديث بأَنه لا يدل على الفورية؛ لأَنه فوض فعله إلى إِرادته؛ أَو أَن الأَمر بالتعجيل للندب جمعاً بين الأدلة. فالظاهر القول بأَن الحج فرض على التراخى، لقوة أَدلته، وإِن كان الأَفضل للمستطيع التعجيل بقدر الإمكان؛ لأَن الأَجل غير معلوم.
(5) فضل الحج: الحج من أَفضل العبادات، وله فضل عظيم وثواب
¬_________
(¬1) انظر ص 11 ج 4 فتح البارى (قوله الله تعالى: أو صدقة) وص 119 ج 8 نووى مسلم (حلق الرأس للمحرم .. ).
(¬2) ص 341 ج 4 سنن البيهقى (تأخير الحج).
(¬3) انظر ص 15 ج 11 الفتح الربانى، وص 271 ج 10 المنهل العذب (تعجيل الحج)، وص 107 ج 2 سنن ابن ماجه (الخروج إلى الحج) وص 28 ج 2 سنن الدارمى (من أراد الحج فليستعجل).

الصفحة 21