كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)
مثل ذلك. ورسول الله عليه وسلم بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعلم تأويله وما عمل به من شئ علمنا به فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك.
إن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك. وأهل الناس بهذا الذى يهلون به اليوم (¬1) فلم يرد صلى الله عليه وسلم عليهم شيئا منه. ولزم تلبيته. قال جابر: لسنا فنوى إلا الحج , لسنا نعرف العمرة حتى إذا أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا. ثم تقدم إلى مقام إبراهيم عليه السلام فقرأ: واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى. فجعل المقام بيته وبين البيت. قال جعفر بن محمد: فكان أبى يقول: ولا أعلمه ذكره (يعنى قراءة السورتين) إلا عن النبى صلى الله عليه وسلم. كان يقرأ فى الركعتين قل هو الله أحد وقل يأيها الكافرون (¬2). ثم رجع إلى الركن فاستلمه ثم خرج من الباب إلى الصفا. فلما دنا من الصفا قرأ: إن الصفا والمروة من شعائر الله. أبدأ بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة. فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير. لا إله إلا الله وحده أنجز وعده. ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده (¬3) ثم دعا
¬_________
(¬1) (وأهل الناس بهذا .. ) يمنى ما يزاد في التلبية " كقول " عمر: لبيك ذا النعماء والفضل الحسن. لبيك مرهوباً منك ومرغوبا إليك " وقول " ابن عمر: لبيك وسعدك والخير بيدك والرغباء إليك والعمل " وقول " أنس: لبيك حقا تعبدا ورفا.
(¬2) يعني أنه قرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة قل يع أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد.
(¬3) (وهزم الأحزاب وحده) أي هزمهم بلا قتال ولا سبب من الناس " والأحزاب " من تحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق في شوال.