كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

فيما يُستقبل فقد غُفِرَ لك ما مَضَى). أخرجه الطبرانى فى الكبير والبزار واللفظ له. وقال: وقد رُوِى هذا الحديث من وجوه، ولا نعلم له أحسنَ من هذا الطريق. قال المنذرى فى الترغيب: وهى طريق لا بأْس بها رواتها كلهم موثقون. ثم قال: ورواه ابن حبان فى صحيحه (¬1) {41}
(6) الحث على الحج: قد ورد فى التحذير من ترك المستطيع الحج أَو تأْخيره ما فيه مُزْدَجر لمن اتَّعَظَ واعتبر، (روى) أَبو أُمامة أَن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يحبسه مرضٌ أَو حاجةٌ ظاهرةٌ أَو سلطانٌ جائر فلم يحجَّ فليمُتْ إِنْ شَاءَ يهودِيًّا وإِنْ شَاءَ نصرانيًّا). أَخرجه أَحمد فى الإيمان والدارمى والبيهقى وقال: وهذا وإن كان إِسناده غير قوى فله شاهد من قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه (¬2) {42}
يُشِيرُ إِلى قول عمر رضى الله عنه: لقد هَمَمْتُ أَن أَبعث رَجَالاً إِلى أَهل الأَمصار فلينظروا كل مَنْ كان له جَدَةٌ ولم يحج فيضربوا عليه الجزية ما هم بمسلمين. أخرجه سعيد بن منصور بسند صحيح (¬3) {4}

المقصد الثانى: فى شروط الحج
للحج شروط ثمانية، وهى الإِسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والعلم بافتراضه لمن أَسلم فى دار الحرب، والاستطاعة، والوقت، وعدم الجماع قبل الوقوف بعرفة. وهى أَربعة أَنواع:
(الأَول) ما هو شرط فرض وصحة، وهو اثنان:
(ا) الإِسلام فلا يفترض الحج ولا يصح من كافر أَصلى على الصحيح
¬_________
(¬1) انظر ص 274 ج 3 مجمع الزوائد (فضل الحج)، وص 110 ج 2 الترغيب.
(¬2) انظر ص 79 ج 2 تحفة الأحوذى، وص 28 ج 2 سنن الدارمى (من مات ولم يحج) وص 334 ج 4 سنن البيهقى والإيمان كتاب للإمام أحمد غير المسند.
(¬3) انظر ص 79 ج 2 تحفة الأحوذى. و (جدة) بكسر ففتح، المال والغنى.

الصفحة 24