كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

هو حرام، واختاره القاضي عياض، وكذا أبن تيمية. والصحيح عند أصحابنا والمحققين أنه لا يحرم ولا يكره. واختاره إمام الحرمين. قالوا: والمراد بالحديث أن الفضيلة التامة إنما هي في شد الرحال إلى هذه المساجد الثلاثة خاصة (¬1). ثم الكلام في أربعة فروع:
1 - وقت الزيارة: الحج إن كان فرضا فالأفضل أن يبدأ به ثم يزور، وإن كان تطوعا فله الخيار إن لم يخش فوات الوقوف بمعرفة، وليس للزيارة وقت معي. وإذا نوى زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام، فلينو معها زيارة المسجد، فإنه أحد المساجد التي تشد إليها الرحال، والصلاة فيه خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام.
2 - آداب الزيارة: إذا توجه إلى الزيارة يطلب منه الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مدة الطريق، وإذا وقع بصره على أشجار المدينة (¬2)
وحرمها وما يدل عليها أكثر من الصلاة والتسليم على
¬_________
(¬1) ص 106 ج 9 شرح مسلم (سفر المرأة مع محرم إلى حج أو غيره).
(¬2) (المدينة) هي العاصمة الثانية للحجاز، وهي شمال مكة على بعد 470 كيلو مترا. وهي في صحراء مستوية متسعة مكشوفة من جهاتها الأربع، ولها أسماء أشهرها ما نطق به القرآن والحديث.
(أ) يثرب: سميت باسم من يناها يثرب بن قانية بن مهلاء يل بن إرم بن عبيل ابن عوص بن إرم بن سام بن نوح. قال الله تعالى: "وإذ قالت طائفة منهم يأهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا" الآية 13 من سورة الأحزاب. خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عام الخندق حتى جعلوا ظهورهم إلى سلع (جبل شمال المدينة) والخندق بينهم وبين القوم. فقال عبد الله بن أبي وأصحابه من المنافقين: ليس ههنا موضع إقامة، فارجعوا إلى منازلكم بالمدينة (وعن أبي هريرة) رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما ينفي =

الصفحة 319