كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

النبي صلى الله عليه وسلم وسأل الله تعالى أن ينفعه بهذه الزيارة، وأن يقبلها من (ويستحب) له أن يغتسل لدخول المدينة ويلبس أنظف ثيابه جديدا أو غسيلا، فإذا دخل قال: باسم الله، رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق وأجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا (¬1)، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني من زيارة رسولك صلى الله عليه وسلم ما رزقت أولياءك وأهل طاعتك، وأغفر لي وارحمني يا خير مسئول. اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وارزقني من زيارة رسولك صلى الله عليه وسلم ما رزقت أوليائك وأهل طاعتك، واغفر لي وارحمني يا خير مسئول. اللهم إني أسألك خير هذه البلدة وخير أهلها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها. وليكن متواضعا خاشعا مستحضرا أنها البلد التي اختارها الله تعالى دار هجرة نبيه صلى الله عليه وسلم ومهبطا للوحي ومنبعا لأحكام الشريعة، ولا يركب في طرقها كما فعل مالك
¬_________
= ص 291 ج 8 (سورة الحشر) "وعن أبي هريرة" أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: المدينة قبة الإسلام ودار الإيمان وأرض الهجرة ومبوأ (أي مكان نزول) الحلال والحرام. أخرجه الطيراني في الأوسط بسند رجاله ثقات. أنظر ص 298 ج 3 مجمع الزوائد (فضل المدينة). وللمدينة سوران: داخلي وخارجي. أما الداخلي فجدده السلطان سليمان بن سليم سنة 939 هـ. ومحيطة 2304 متر، وله أربعة أبواب: باب البقيع يخرج منه إلى البقيع (مقبرة المدينة) وفي شماله الباب المجيدي. وفي الشمال الغربي الباب الشامي المقابل لجبل سلع. ثم الباب المصري في منتصف الجهة الغريبة. وقد فتح هذا الباب محمد علي باشا وعمر هذا السرور.
(وأما السور الخارجي) فيحيط بالبيوت التي خارج السور الأول في غربه وجنوبه. ويتدئ من البقيع في الجنوب الشرقي. وينتهي بالقلعة التي أنشأها السلطان سليمان سنة 939 هـ في الشمال الغربي: وله خمسة أبواب: بابان عند البقيع، باب العوالي يخرج منه إليها رباب الوسط. ويليهما من الجنوب باب قباء يخرج إليها منه. وفي الغرب باب الرشادي يخرج منه إلى الحرة: وعند القلعة باب الكومي وهو يقابل سلعا (أنظر رسم 10) ص 322.
(¬1) مقتبس من الآية 80 من سورة الإسراء. والمدخل والمخرج المراد بهما مكان الإدخال وهو المدينة، والإخراج وهو مكة، نزلت الآية حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة.

الصفحة 321