كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

(هذا) وهل الزائر يبدأ بالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أفضل أو بالصلاة؟ الظاهر أن البدء بالسلام عند كل زيارة أفضل، وأن الصلاة بعده أفضل من استمرار السلام، وإن كان باقيا في مكان الزيارة.
... (ويتأكد) على الزائر ألا يرفع صوته بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقول السائب بن يزيد: كنت مضطجعا في المسجد، فحصبني رجل، فرفعت رأسي، فإذا عمر رضي الله عنه، فقال: اذهب فأتني بهذين الرجلين، فجئت بهما، فقال: من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد ما فارقتماني حتى أوجعتكما جلدا، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أخرجه البخاري (¬1). {109}
(ويسن) للزائر بعد الزيارة أن يكثر من الصلاة والدعاء في الروضة الشريفة. ويتحري الوقوف والدعاء عند المنبر الشريف متأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم. وأن يتحري الصلاة أيضا فيما كان مسجدا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لا فيما زيد بعده. وأن ينوي الاعتكاف كلما دخل المسجد، وإن كان مارا عند الشافعي. وألا يمر بالقبر الشريف ولو خارج المسجد حتى يقف ويسلم. وقد سئل مالك: أترى أن يسلم كلما مر؟ قال: نعم أرى ذلك عليه كلما مر. وكره مالك لأهل المدينة الوقوف بالقبر الشريف كلما دخل أحدهم المسجد وخرج، ولا بأس لمن قدم منهم من سفر أو خرج إلى سفر أن يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم
¬_________
(¬1) ص 375 ج 1 فتح الباري (رفع الصوت في المسجد).

الصفحة 332