كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

عليه وعلى صاحبيه، كما يطلب ذلك من الغرباء كلما دخلوا المسجد وخرجوا.
... (وقال) الحنفيون والشافعي وأحمد: يستحب الإكثار من زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لكل أحد من أهل المدينة وغيرهم، لأن الإكثار من الخير خير وإفضاء ذلك إلى ملل لا نظر إليه. فمن اطمأن قلبه وتوفر أدبه طول ما شاء ومن لا سلم وانصرف.
... (ومن الأدب) إذا أراد الصلاة ألا يجعل الحجرة الشريفة وراء ظهره ولا بين يديه، وأن يتحرى الأماكن الفاضلة من المسجد بالصلاة فيها والدعاء كأساطين المسجد الذي كان في زمنه صلى الله عليه وسلم لا سيما الأساطين الثمانية التي ورد لها فضل خاص (¬1) وهي:
... (1) أسطوانة المصحف: وهي علم على مصلي النبي صلى الله عليه وسلم كان أمامها الجذع الذي كان يخطب إليه النبي صلى الله عليه وسلم. (قال) يزيد بن أبي عبيد: كان سلمة بن الأكوع يتحري الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف. قلت: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عندها. أخرجه الشيخان والبيهقي (¬2). {316}
(2) أسطوانة المهاجرين: لأنهم كانوا يجتمعون عندها- وهي في الصف الذي خلف القائم في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم- وهي الثالثة من المنبر ومن القبر. صلى إليها النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وابن الزبير، وورد أن الدعاء عندها مستجاب. وتسمى أسطوانة عائشة.
¬_________
(¬1) ص 108 نزهة الناظرين.
(¬2) ص 385 ج 1 فتح الباري (الصلاة إلى الأسطوانة) وص 247 ج 5 سنن البيهقي (أسطوانة التوبة).

الصفحة 333