كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، إذا مؤجلون. وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد. أخرجه مسلم والبيهقي (¬1). {318}
... ويخص بالزيارة القبور المعروفة كقبر إبراهيم ابن الرسول صلى الله عليه وسلم وعثمان والعباس والحسن بن علي وغيرهم، ويختم بزيارة قبر صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويستحب أن يأتي أحدا يوم الخميس مبكرا فيزور شهداءها ويبدأ بقبر حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، وليحذر العاقل من بدع الزيارة، كاستلام القبر وتقبيله والطواف به وسؤال من به والصلاة عنده، بل المشروع الدعاء والاستغفار لهم. أما طلب الحاجات من الأنبياء والصالحين أو دعاؤهم والإقسام بهم على الله تعالى أو ظن أن الدعاء أو الصلاة عند قبورهم أفضل منه في المساجد والبيوت، فهو ضلال وبدعة باتفاق أئمة المسلمين. ولم يكن أحد من الصحابة يفعل ذلك ولا كانوا يقفون على قبر النبي صلى الله عليه وسلم يدعون لأنفسهم. ولذا كرهه مالك وغير من العلماء، لأنه من البدع التي لم يفعلها السلف. واتفق الأئمة على أنه يطلب ممن أراد الدعاء أن يستقبل القبلة ولا يستقبل القبر، وأما إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيستقبل القبر عند مالك والشافعي وأحمد. (وقال) الحنفيون: يستقبل القبلة ويكون القبر عن يساره (¬2).
¬_________
(¬1) ص 40 ج 7 نووي مسلم (ما يقال عند دخول القبور) وص 249 ج 5 سنن البيهقي (زيارة القبور في البقيع) و (البقيع) موضع بظاهرة المدينة فيه قبور أهلها، كان به شجر الغرقد فذهب وبقى أسمه.
(¬2) ص 173 تقسير سورة الإخلاص لابن تيمية.

الصفحة 340