كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

بالغسل من مائها ثلاثة أيام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب منها.
... (قال) سهل بن سعد: سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من بئر بضاعة. أخرجه أحمد والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات (¬1). {328}
5 - بئر رومة: هي المشهورة ببئر عثمان، لأنه اشتراها فتصدق بها، وهي في وادي العقيق في الشمال الغربي من المدينة. (روي) بشر بن بشير الأسلمى عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: تبيعنيها بعين في الجنة؟ فقال يا رسول الله، ليس لي ولا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان رضي الله عنه، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنجعل لي ما جعلته له؟ قال: نعم: قد جعلتها للمسلمين. أخرجه البغوي في معجم الصحابة (¬2). {329}
... (وعلى الجملة) فينبغي لمن بالمدينة أن يزور جميع المحال المباركة والمساجد والمشاهد المفضلة التي بالمدينة المنورة إذا طالت إقامته بها، وإلا فالمقام عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم واغتنام مشاهدته أفضل.
... (ويستحب) أن يصوم بالمدينة ما أمكنه، وأن يتصدق على أهلها والغرباء بما أمكنه، ويخص أقارب النبي صلى الله عليه وسلم بمزيد الرعاية، لقول زيد بن أرقم: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد، ألا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به،
¬_________
(¬1) ص 12 ج 4 مجمع الزوائد (بئر بضاعة).
(¬2) ص 72 ج 14 عمدة القاري، شرح البخاري.

الصفحة 346