كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

ثم يجلس في مكان بارز لمقابلة المهنئين ويكثر من حمد الله تعالى والشرك له على ما أولاه من إتمام العبادة والرجوع مصحوبا بالسلامة.
ملاقاة الحاج وتهنئته
... يستحب ملاقاة الحجاج قبل دخول بيوتهم والسلام عليهم ومصافحتهم وطلب الدعاء منهم وتهنئة كل بنحو: قبل الله نسكك وأعظم أجرك، وأخلف نفقتك وغفر ذنبك. (روي) ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا لقيت الحاج فسلم عليه وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته، فإنه مغفور له. أخرجه أحمد والحاكم وقال: صحيح علي شرط مسلم (¬1). {332}
ورد بأن في سنده محمد بن عبد الرحمن السلماني ضعفه الهيثمي وغيره، وهذا بالنسبة لمن كان حجه مبرورا خالصا لوجه الله ولمن تمكن من ملاقاته قبل دخول بيته، وإلا طلب الدعاء منه ولو بعد دخول البيت.
... (وعن) ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد هذه الناحية للحج، فمشى معه النبي صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه إليه فقال: يا غلام، زودك الله التقوى ووجهك في الخير وكفاك الهم. فلما رجع سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه إليه فقال: يا غلام، قبل الله حجك، وكفر ذنبك وأخلف نفقتك. اخرجه الطبراني في الأوسط. وفي سنده مسلمة بن سالم الجهني ضعفه الدارقطني (¬2). {333}
¬_________
(¬1) ص 26 ج 13 الفتح الرباني، وص 437 ج 1 فيض القدير.
(¬2) ص 311 ج 3 مجمع الزوائد (ما يقال للحاج عند الوداع والرجوع).

الصفحة 349