كتاب الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق (اسم الجزء: 9)

نبيه: "إن الله وملائكته يصلون على النبي ... " الآية. أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه (¬1). {111}
... (وظاهر الأمر) بالصلاة والتسليم في الآية أن يقول القائل: صليت وسلمت، أو الصلاة عليه والسلام عليه، أو عليه الصلاة والسلام؛ لأن الله تعالى أمرنا بإيقاع الصلاة عليه والتسليم منا، فمقتضاه ألا يتحقق الامتثال بقول أحدنا: اللهم صل وسلم على رسولك، أو على محمد، أو على النبي، لأن الله تعالى أمرنا أن نصلي ونسلم عليه لا أن نطلب منه تعالى ذلك. (وأجيب) بأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الصلاة والتسليم المأمور بهما في الآية هما أن تقول: اللهم صل عليه وسلم. أو نحو ذلك. فاقتضى أن هذه الصلاة هي المأمور بها: (قال) كعب ابن عجرة: قلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلي آل محمد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد. أخرجه السبعة (¬2). {342}
(هذا) ويستحب الجمع بين الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، (ويكره) الاقتصار على أحدهما. وهما شعار خاص بالأنبياء والملائكة؛ فلا يصلي ولا يسلم على غيرهم إلا تبعا. والمتبع الترضي عن الصحابة والمترحم على من بعدهم والدعاء لهم بالمغفرة والعفو. قال الله تعالى:
¬_________
(¬1) ص 293 ج 4 فتح القدير للشوكاني.
(¬2) أنظر المراجع وشرح الحديث بهامش 3 ص 170 ج 2 الدين الخالص، طبعة ثانية (كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم).

الصفحة 354