كتاب ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب (اسم الجزء: 2)

9 ومن يبقى على عرض المنايا ... وأيام تمر مع الليالى
10 ألم بنا الخيال بذات عرق ... فحيا الله ذلك من خيال
11 فإن سراك تقصر عن سرانا ... وعن وخد المخدَّمة العجال
12 لقد أخزى الفرزدق إذ رمينا ... قوارع صدّعت غرض النضال
13 فإن لآخر الشعراء منى ... كما للأولين من النَّكال
14 مواسم ما بقيت لهم وبعدى ... مواسم عند حزرة أو بلال
حزرة وبلال ابناه.
15 على أنف الفرزدق لو نهاهم ... جديد من وسومى غير بالى
16 إذا مات الفرزدق فارجموه ... كما ترمون قبر أبى رغال
أبو رغال، واسمه زيد بن مخلف: عبد كان لصالح النبى صلى الله عليه، بعثه مصدِّقا إنه أتى قومًا ليس لهم لبن إلا شاةً واحدة ولهم صبى قد ماتت أمه، فهم يعاجونه بلبن تلك الشاة، يعنى يغذونه، والعجىّ: الذى يغذى بغير لبن أمه. فأبى أن يأخذ غيرها، فقالوا: دعها نحاى بها هذا الصبى! فأبى، فيقال: إنه نزلت به قارعة من السماء ويقال بل قتله رب الشاة. فلما فقد صالح صلى الله عليه، قام فى الموسم، فنشد الناس فأخبر بصنيعه فلعنه، فقبره بين مكة والطائف يرجمه الناس.
17 وكنت إذا اغتربت بدار قوم ... لأحساب العشيرة شرَّ وال
18 تجدَّع ما أقمت بها ذليلا ... وتخزى عند منزلة الزِّيال

الصفحة 547