كتاب ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب (اسم الجزء: 2)

174
قال: كان أناس ينشدون شعر الفرزدق، فقال بعضهم: أما ها هنا أحد يروي لجرير شيئًا؟ فقالت امرأة من بني أسد، يقال لها عبلة: بلى، إن له لرواية لا يشينه. فأنشدت شعر جرير فبلغ ذلك الفرزدق، فهجاها، وبلغ ذلك جريرًا فمدحها، فقال جرير:
قال: كان أناس ينشدون شعر الفرزدق، فقال بعضهم: أما ها هنا أحد يروي
1 قولي لهم يا عبل قد خاب قينكم ... وغير وجه القين ذرو السنابك
ذروها: حثيها التراب في وجهه.
2 فما ضار ما قلتم مهاةً تصرّفت ... بعطف النقا ترعى هجول الدكادك
الهجل: ما اتسع. والنقا: الرمل. والدكداك: ما استوى من الأرض وانبسط.
3 لعبلة فرع الحيّ قد تعلمونه ... وأطيب عرقٍ في الثرى المتدارك
4 لها خنزوان في خزيم لم تزل ... تنقل منه في سنامٍ وحارك
الخنزوانة: الكبر والفخر. ع: الحارك ما بين الكتفين.
5 تنافس فيها عبد شمسٍ وهاشم ... إذا قيل من صهر الكريم المشارك

الصفحة 585