كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْغَرِيب العيس الْإِبِل الْبيض الَّتِى يخالط لَوْنهَا شئ من الصُّفْرَة الْوَاحِد أعيس وَالْأُنْثَى عيساء والفدفد الأَرْض المستوية الْمَعْنى فَلهُ أى للْمَرِيض الْمَذْكُور وَهُوَ المتنبى هَؤُلَاءِ الْقَوْم بَنو عبد الْعَزِيز يُرِيد أَنه قصدهم وَبلغ بهم آماله فهم لَهُ وَحده ولسائر الْمُسَافِرين الراكبين من النَّاس غَيرهم الْإِبِل والمفازة لَا يحصلون من سفرهم على شئ سوى التَّعَب وَقطع الطَّرِيق وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد أَنه اخْتَارَهَا هَؤُلَاءِ الْقَوْم دون النَّاس وَترك الْمَقَاصِد لمن يريدها من الركْبَان وَقَالَ ابْن القطاع يُرِيد أَنهم يجودون على كل أحد فكأنهم يُعْطون لكل ركب رِكَابهمْ وأرضهم
12 - الْإِعْرَاب من اسْتِفْهَام مَعْنَاهُ الْإِنْكَار الْغَرِيب الشأم يُقَال فِيهِ بالتذكير والتأنيث فشاهد التَّذْكِير قَول الشَّاعِر
(يقولونَ إنَّ الشأمَ يقتلُ أهْلَه ... فمَنْ لى إنْ لم آته بخلُود)
وَشَاهد التَّأْنِيث قَول جواس بن القعطل
(جِئتم مِن البَلَدِ البَعيد نِياطُهُ ... والشَّأمُ تُنْكَرُ كهلُها وفَتاها)
وَرجل شأمى وشآم على فعال وشآمى أَيْضا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ وَلَا تقل شأم وَمَا جَاءَ فِي ضَرُورَة الشّعْر فَمَحْمُول على أَنه اقْتصر من النِّسْبَة على ذكر الْبَلَد وَامْرَأَة شآمية بتَخْفِيف الْيَاء الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ فِي الْخلق من يقْصد بمدح سوى شُجَاع قَالَ الواحدي لَا تقل من فِيك يَا شأم أَي لَا تخصها بِهَذَا الْكَلَام فَإِنَّهُ لَيْسَ أوحدها فَقَط بل هُوَ أوحد جَمِيع الْخلق قَالَ أَبُو الْفَتْح من فى الْأَنَام من يقْصد وَلَا تقل يَا شأم أى مَا فِيك كريم غَيره وَتَقْدِيره من فى الْأَنَام من الْكِرَام يقْصد سوى شُجَاع وَلَا تقل يَا شأم من فِيك فَإِنَّهُ أوحد الدُّنْيَا كلهَا لَا وَاحِد الشأم قَالَ وَوجه آخر أَن مَعْنَاهُ الِاسْتِفْهَام وَقد حذف مِنْهُ الْفِعْل كَأَنَّهُ قَالَ قل يَا سامع من الْكِرَام وَلَا تقل ذَلِك للشأم لِأَنَّهُ قد علم أَنه لَيْسَ إِلَّا هَذَا الممدوح

الصفحة 331