كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْمَعْنى يَقُول تحيرت فى الممدوح أَوْصَاف المادحين فَلَا يقدرُونَ على إحصاء فضائله لِأَنَّهَا وجدت خلائقه وطرائقه الَّتِى تحمد بعيدَة على الصِّفَات لَا تبلغها وَلَا تدركها فقد وقفت لَا تقدر على ممر وَلَا مجئ إِلَّا حائرة
15 - الْإِعْرَاب كلى استداء تقدم خَبره وَهُوَ الْجَار وَالْمَجْرُور وَهُوَ مُتَعَلق بالاستقرار والأسنة فَاعل تحمد وَمَا بِمَعْنى الذى والعائد مَحْذُوف وَالْجُمْلَة صلَة وَمَا فى مَوضِع نصب مفعول يذممن الْغَرِيب المعترك مَوضِع الْحَرْب وَقَوله مفرية مشقوقة الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح الكلى تذمه لجودة الشق وَهُوَ الذى تحمده الأسنة وَقَالَ الواحدى النَّاس يرَوْنَ الكلى مشقوقة فيذمونه إِذْ لَا رَحْمَة لَهُ ويرون الأسنة منكسرة فيحمدونه لشجاعته فأضاف الْحَمد والذم إِلَى الكلى والأسنة لِأَنَّهُمَا السَّبَب
16 - الْإِعْرَاب نقم خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف وَمن روى نصبها جَازَ أَن تكون خطابا وَيكون نعم على هَذَا خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أى هى وَإِن جَعلتهَا للتأنيث كَانَت نعم فاعلة لَهَا وَمن روى بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة تحتهَا فَالضَّمِير للممدوح وَنعم خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أَيْضا الْغَرِيب انتقم الله مِنْهُ عاقبه وَالِاسْم مِنْهُ النقمَة وَالْجمع نقمات ونقم مثل كلمة وكلمات وكلم وَإِن شِئْت سكنت الْقَاف ونقلت حركتها إِلَى النُّون فَقلت نعْمَة وَالْجمع نقم مثل نعْمَة وَنعم الْمَعْنى يَقُول نقم على نقم الزَّمَان يصبهَا الممدوح على الْأَعْدَاء وهى فى أوليائه نعم لَا تجحد لِأَنَّهَا مَا لم تكبح الْأَعْدَاء لم تفد الْأَوْلِيَاء وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هى نعم على أوليائه ونقم على أعدائه
17 - الْإِعْرَاب رفع عجب على الِابْتِدَاء وَخَبره مقدم عَلَيْهِ مُتَعَلق بالاستقرار وَاللَّام تتَعَلَّق بِالِابْتِدَاءِ الْغَرِيب فى شانه أَحْوَاله وجنانه قلبه وعقله الْمَعْنى يُرِيد فى أَحْوَاله كلهَا إِذا تفقدتها عجب لِأَنَّهَا لم تكمل فى أحد سواهُ فأى خصاله رَأَيْت حمدتها

الصفحة 333