كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْغَرِيب صن اسْتُرْ وَلَا تذله تبتذله وأذاله أهانه والإذالة الإهانة يُقَال أذال فرسه وَغُلَامه إِذا أهانهما فى الحَدِيث " نهى عَن إذالة الْخَيل " وَهُوَ امتهانها بِالْعَمَلِ وَالْحمل عَلَيْهَا وفى الْمثل أخيل من مذالة وهى الْأمة لِأَنَّهَا تهان وهى تتبختر والجماجم جمع جمجمة وهى قحف الرَّأْس الْمَعْنى قَالَ ابْن جنى صنه فَإِنَّهُ بُد يدْرك الثأر وتحمى بِهِ الذمار قَالَ ابْن فورجة كَيفَ أَمن أَن يَقُول مَا أذلته إِلَّا لإدراك الثأر وإحماء الذمار وَهَذَا تَعْلِيل لَو سكت عَنهُ كَانَ أحب إِلَى أَبى الطّيب وَإِنَّمَا الْمَعْنى أكثرت الْقَتْل فحسبك وأغمد سَيْفك فَقَالَ صن سَيْفك وَإِنَّمَا يُرِيد أغمده
31 - الْغَرِيب النجيع الدَّم الْمَعْنى يُرِيد أَن الدَّم الجامد عَلَيْهِ عَلَيْهِ صَار كالغمد فَهُوَ مُجَرّد وَهُوَ مغمد وَهَذَا من قَول البحترى
(سُلِبُوا وأشْرَقَتِ الدّماءُ عَلَيْهِمُ ... مُحَمَرَّةً فَكأنَّهُمْ لَمْ يُسْلَبُوا)
وَمن قَول الآخر
(وَفَرَّقْتُ بينَ ابنى هُشَيمٍ بطَعْنَةٍ ... لَهَا عائدٌ يكْسو السَّليبَ إزاراَ)

32 - الْإِعْرَاب رَيَّان فى رِوَايَة النصب حَال 1 الْعَامِل فِيهِ يبس وَاللَّام فى لجرى جَوَاب لَو وَمن رفع رَيَّان كَانَ خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف الْمَعْنى يَقُول سَيْفك رَيَّان فلوقاء الذى سقيته لجرى مِنْهُ بَحر ذُو زبد يُرِيد قد أكثرت بِهِ الْقَتْل
33 - الْغَرِيب الْمنية من أَسمَاء الْمَوْت لِأَنَّهَا مقدرَة وَجَمعهَا المنايا وشفرته حَده الْمَعْنى يَقُول لم تشارك الْمنية سَيْفه فى سفك دِمَاء إِلَّا استعانت بِسَيْفِهِ وَكَانَ كَالْيَدِ للمنايا واستعار للمنية وَالسيف الْيَد لِأَن بهَا يحصل الْعَمَل من كل أحد وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يعْنى أَن لسيفه الْأَمر الْعَظِيم الْأَظْهر الْأَقْوَى على الْقَتْل

الصفحة 337