كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْإِعْرَاب حذف خبر كَانَت لدلَالَة الثانى عَلَيْهِ تَقْدِيره فَكَانَت نفسى فدَاء الْأَمِير وَكن فدَاء الْأَمِير وَالضَّمِير لنفسى الْمَذْكُورَة فى الْبَيْت الأول والظرف مُتَعَلق بِلَا زَالَ الْمَعْنى هُوَ دُعَاء للممدوح وَيُرِيد وَكَانَت نَفسِي فدَاء الْأَمِير والحسان القدود فدَاء الْأَمِير
8 - الْإِعْرَاب الْبَاء والظرف متعلقان بِحَال الْغَرِيب حَال حجب وججز وَفرق والوعيد التهدد والوعود جمع وعد وأوعد فى الشَّرّ لَا غير ووعد فى الْخَيْر وَالشَّر قَالَ الله تَعَالَى {بشر من ذَلِكُم النَّار وعدها الله الَّذين كفرُوا} قَالَ الشَّاعِر
(وإنى إِذا أوْعَدته أَو وَعدته ... لمخلفُ إيعادى ومنجزُ مَوْعدِى)
الْمَعْنى يُرِيد أَنه قد اسْتغنى بِالسَّيْفِ عَن التهدد وبالعطاء عَن الْوَعْد يَقُول لَا وعد عِنْده وَلَا عيد أى لَا وَعِيد للأعداء وَلَا وعد للأولياء فَهُوَ يعْمل مَا ينوى فعله فسيفه حجز بَينه وَبَين الْوَعيد وسيبه بَينه وَبَين الْوَعْد علما مِنْهُ بِمَا تؤول إِلَيْهِ الْأُمُور وإقداما مِنْهُ على مطالبه
9 - الْمَعْنى يُرِيد أَن أَمْوَاله فى النحوس لتفريقه لَهَا وتباعدها مِنْهُ وسؤاله فى سَعَادَة ونعيم لإكرامهم ولإعطائهم مَا يتمنون عَلَيْهِ وَهُوَ مَنْقُول من قَول الطائى
(طَلَعْتَ على الأمَوالِ أنحَس مَطْلع ... وغَدَتْ على الآمالِ وَهْىَ سُعُودُ)
وَبَيت الطائى أحسن مُقَابلَة وجناسا
10 - الْمَعْنى يُرِيد أَنى لم اخف عَلَيْهِ أعداءه لأنى قد أمنتهم عَلَيْهِ لَا يقدرُونَ أَن يصلوا إِلَيْهِ بِسوء وَإِنَّمَا أَخَاف عَلَيْهِ الدَّهْر وحوادثه الَّتِى لَا يسلم مِنْهَا أحد وَهَذَا من أحسن الْمعَانى قَالَ الواحدى رَوَاهُ الْأُسْتَاذ أَبُو بكر عين أعدائه وَقَالَ إِنَّمَا أَخَاف عَلَيْهِ أَن تصيبه أعداوه بِالْعينِ وَهَذَا لَيْسَ بشئ لِأَن الْإِصَابَة بِالْعينِ قد تكون من جِهَة الولى

الصفحة 343