كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْغَرِيب أصل المعاقرة الْمُلَازمَة أى تكون فى عقر دارها وتريد المعترك ومشرفة الهوادى طوال الْأَعْنَاق الْإِعْرَاب مشرفة الهوادى حَال وهى نكرَة لِأَن اسْم الْفَاعِل إِذا كَانَ بِمَعْنى الْحَال والاستقبال لم يتعرف بِالْإِضَافَة إِلَى الْمعرفَة لِأَن الْإِضَافَة فِيهِ ينوى بهَا الِانْفِصَال كَقَوْلِه تَعَالَى {عَارض مُمْطِرنَا} الْمَعْنى يَقُول طَالَتْ على هَذِه اللَّيْلَة الَّتِى ذكرهَا فى أول القصيدة مِمَّا أفكر فى مُلَازمَة المنايا وقود الْخَيل إِلَى الْأَعْدَاء
4 - الْإِعْرَاب زعيما خبر ابْتِدَاء مقدم على الِابْتِدَاء فانتصب والمبتدأ عزمى وَالْبَاء تتَعَلَّق بِخَبَر الِابْتِدَاء وَكَذَلِكَ اللَّام الْغَرِيب الزعيم الْكَفِيل والحواضر أهل الْحَضَر والبوادى أهل الْبَادِيَة الْمَعْنى يَقُول عزمى زعيم أى كَفِيل للقنا الخطى وهى منسوبة إِلَى الْخط وَهُوَ مَوضِع بِالْيَمَامَةِ يحمل إِلَيْهِ القنا من بِلَاد الْهِنْد فَيقوم فِيهِ يَقُول عزمى للقنا كَفِيل بسفك دم النَّاس كلهم وَهَذَا من بعض حمقه
5 - الْغَرِيب التمادى يُرِيد التطاول والانتظار وَهُوَ تفَاعل من المدى وَهُوَ الْبعد والغاية الْمَعْنى يَقُول إِلَى كم أَتَخَلَّف عَمَّا أطلبه من الْملك وأتوانى فِيهِ أى إِلَى كم أبلغ المدى فى التَّقْصِير فَكَأَنَّهُ يستبطئ نَفسه فِيمَا يروم والتمادى فى التمادى أَن يُتَابع تماديه فى طلبه لما يَطْلُبهُ من أَخذ الْملك بِسَيْفِهِ وَلَعَلَّه يطْلب أَن يسْتَردّ ملك أَبِيه عيدَان السقاء 2
6 - الْإِعْرَاب وشغل عطف على قَوْله ذَا التَّخَلُّف وَالْبَاء مُتَعَلقَة بشغل والظرف مُتَعَلق بِالْمَصْدَرِ الْمَعْنى يَقُول وَكم هَذَا الِاشْتِغَال عَن طلب المعالى يُرِيد الْملك والرياسة بِبيع الشّعْر عِنْد من لَا يُريدهُ وَهُوَ كاسد عِنْده وَبيع الكساد هُوَ أَن يعرض البَائِع السّلْعَة لمشتر كَارِه لَهَا فَلَا يبْذل فِيهَا ثمن مثلهَا

الصفحة 355