كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْإِعْرَاب فى صير ضمير عَائِد على الْمسير وَعرض مفعول ثَان لصير الْغَرِيب الْبَلَد هُنَا الْمَفَازَة والنجاد حمائل السَّيْف الْمَعْنى يَقُول جزى الله الْمسير خيرا يشْكر الْمسير لِأَنَّهُ قرب مَا بَينه وَبَين الممدوح حَتَّى صَار بَينه وَبَينه كعرض حمائل السَّيْف وَهُوَ غَايَة فى الْقرب وَالْعرب تقدر فى الْقرب بقاب الْقوس وحمائل السَّيْف
14 - الْإِعْرَاب قَوْله قرب وَبعد نصبهما نصب المصادر وَأبْعد وَقرب يعود الضَّمِير فيهمَا على الْمسير الْمَعْنى يَقُول الْمسير بعد الْبعد الذى كَانَ بينى وَبَين الممدوح وَقرب الْقرب الذى صَار بينى وَبَينه يُرِيد أَنه قربه إِلَيْهِ بِحَسب مَا كَانَ بَينهمَا من الْبعد وَكنت على غَايَة الْبعد مِنْهُ فصرت فِيمَا بعد على غَايَة الْقرب مِنْهُ وَالْمعْنَى أَنه جعل الْبعد بَعيدا عَنهُ والقرب قَرِيبا مِنْهُ قَالَ الْحَكِيم أقرب الْقرب مودات الْقُلُوب وَإِن تَبَاعَدت الْأَجْسَام وَأبْعد الْبعد تنافر الْقُلُوب وَإِن تدانت الْأَجْسَام وَأخذت الْمَعْنى فَقلت
(وكمْ مِنْ قَرِيبٍ قَلْبُهُ عَنْكَ نازَحٌ ... وكمْ مِنْ بَعِيدٍ قَلْبُه بِكَ مُغْرَمُ)

15 - الْغَرِيب السَّبع الشداد يُرِيد السَّمَوَات السَّبع والشداد المتقنة الصَّنْعَة قَالَ الله تَعَالَى {وبنينا فَوْقكُم سبعا شدادا} الْمَعْنى يَقُول لما قدمت إِلَيْهِ رفع قدرى وأدنانى إِلَى مَجْلِسه حَتَّى نلْت بِهِ محلا رفيعا فَكَأَنَّهُ أجلسنى فَوق السَّمَوَات السَّبع لشرف مَجْلِسه
16 - الْغَرِيب تهلل تلألأ وَجهه وتهلل السَّحَاب ببرقه والوساد والوسادة المخدة وَالْجمع وسائد ووسد وَقد وسدته الشئ فتوسده إِذا جعله تَحت رَأسه وأوسدت الْكَلْب أغريته بالصيد مثل آسدته الْمَعْنى يَقُول إِنَّه استبشر برؤيتى قبل سلامى عَلَيْهِ وتلألأ وَجهه كَمَا قَالَ زُهَيْر
(ترَاهُ إذَا مَا جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً ... كأنَّكَ تُعْطيهِ الَّذِى أنِتَ سائِلُهُ)
وَأنْشد أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب الكوفى
(إِذا مَا أتاهُ الساَّئِلَونَ تَوَقَّدَتْ ... عَلَيْهِ مَصَابِيِحُ الطَّلاقَةِ والبِشْرِ)

(لهُ فى ذُرَى الْمَعْرُوف نُعْمَآ كأنَّها ... مَوَاقِعُ ماءِ المُزْنِ فِى البَلَدِ القَفْرِ)
والمصراع الثانى من قَول ابْن جبلة
(فقَدْ غَدَوْتُ عَلى شُكْرَيْنِ بَيْنَهُما ... تَلْقِيحُ مَدْحٍ وَفَحْوَى شاعِرٍ فَطِنِ)

(شُكْرٍ لِتَعْجِيلِ مَا قَدَّمْتَ مِنْ مِنَنٍ ... عِندِى وِشُكرٍ لِمَا أوْلَيْتِ مِنْ حَسَنِ)

الصفحة 358