كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْغَرِيب زريت بفلان إِذا عبت عَلَيْهِ الْمَعْنى يَقُول نَحن نلومك يَا على وَلَيْسَ لَك ذَنْب إِلَّا أَنَّك قد صغرت أفعالهم ومناقبهم لِأَن مَا فيهم أحد يشابهك فى أفعالك
18 - الْغَرِيب الْجواد الْكَرِيم الذى يجود على كل أحد الْمَعْنى يَقُول هباتك تصل إِلَى كل أحد غير أَنَّهَا لَا تجود على أحد باسم الْجواد لِأَنَّهُ لَا يسْتَحق هَذَا الِاسْم غَيْرك مَعَ مَا يرى من جودك وزيادتك عَلَيْهِ فَإنَّك تسْتَحقّ أَن يُقَال لَك الْجواد لَا لغيرك فَأَنت مُسْتَحقّ بِهَذَا الِاسْم دون غَيْرك وَأَن يلقب فى مَوضِع نصب على أحد المذهبين بِإِسْقَاط حرف الْجَرّ
19 - الْغَرِيب حلت انقلبت وَحَال عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ إِذا تغير والارتداد الرُّجُوع عَن الْإِسْلَام وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا من يرْتَد مِنْكُم عَن دينه} أى يرجع ويرتد ويرتدد وَقد قَرَأَ بالإظهار نَافِع وَابْن عَامر الْمَعْنى يَقُول أَنْت تقوم على سخائك وتتعهده كَمَا يتحفظ الْإِنْسَان دينه أى أَنْت تعتقد سخاءك اعْتِقَاد الدّين وَتخَاف أَنَّك إِذا تحولت عَاقِبَة الرِّدَّة وَهُوَ الْقَتْل وَدخُول النَّار وَهُوَ مَنْقُول من قَول حبيب
(مَضَوْا وكأنَّ المَكُرُماتِ لَدَيْهِمُِ ... لكَثْرَةِ مَا وَصَّواْ بِهِنَ شَرَائِعُ)
وَقَبله أَيْضا فَقَالَ
(جُودٌ تَدِينُ بِحُلْوِهِ وبِمُرّهِ ... فَكأنَّهُ جُزْءٌ مِنَ التَّوْحِيدِ)

الصفحة 359