كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْإِعْرَاب وَيَوْم ظرف الْعَامِل فِيهِ مُقَدّر تَقْدِيره وظفرت أَو نصرت يَوْم جلبها وشعث النواصى حَال وَكَذَلِكَ معقدة السبائب وَالضَّمِير فى جلبتها للخيل وَلم يجر لَهَا ذكر لِأَنَّهُ ذكر مَا دلّ عَلَيْهَا وَهُوَ الهيجاء والهام والرماح وَالسُّيُوف الْغَرِيب جعلهَا شعث النواصى لمواصلة الْحَرْب عَلَيْهَا والغارات والسبائب جمع سبيب وَهُوَ شعر الذَّنب وَالْعرْف وَهُوَ يعْقد عِنْد الْحَرْب قَالَ
(عَقَدُوا النَّوَاضِىَ فىِ الطِّعانِ فَلا تَرَى ... فىِ الخَيْلِ إذْ يَعْدُونَ إِلَّا أنْزَعَا)
الْمَعْنى يَقُول وَيَوْم جلبت الْخَيل لِلْقِتَالِ مغبرة من كَثْرَة الطراد عَلَيْهَا وَقد عقدت نَوَاصِيهَا وأذنابها يَوْمئِذٍ ظَفرت بمطلوبك من الْأَعْدَاء
23 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى بهَا عَائِد للخيل أَيْضا وهى مُتَعَلقَة بحام وَكَذَلِكَ على أنَاس وبغى عَاد ابْتِدَاء خَبره لَهُم وباللاذقية يتَعَلَّق ببغى وَلَهُم بالاستقرار الْغَرِيب حام دَار وَحَام الطير حول المَاء يحوم حوما أى دَار حوله ليشْرب مِنْهُ الْمَعْنى دَار الْهَلَاك على أنَاس بخيلك قد بغوا وظلموا بالاذقية وهى بِلَاد الشَّام السَّاحِل بغوا بغى قوم عَاد وعصوا معصيتهم فدار عَلَيْهِم الْهَلَاك بخيلك ورجلك
24 - الْمَعْنى يُرِيد أَن اللاذقية على سَاحل الْبَحْر فَجعل جَانبهَا الغربى بحرا من مَاء وَجعل جَانبهَا الشرقى بحرا من الْجِيَاد فشبهه بالبحر لما فِيهِ من بريق الأسلحة وَيُرِيد أَنهم وَقَعُوا بَين بحرين بَحر اللاذقية الغربى وبحر جيشك
25 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فى فِيهِ يعود على بَحر الْجِيَاد وبالبيض مُتَعَلق بيموج الْغَرِيب خَفَقت اضْطَرَبَتْ الْأَعْلَام وتحركت لَك لَا عَلَيْك فظل ذَلِك الْبَحْر يموج ويتحرك وَالْبيض السيوف والحداد القاطعة الْمَعْنى اضْطَرَبَتْ لَك الْأَعْلَام فى ذَلِك الْموضع فظل يموج أى يَتَحَرَّك بِالسُّيُوفِ وَالْخَيْل وَالرِّجَال

الصفحة 361