كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْمَعْنى يَقُول هُوَ يقدم على كل عَظِيم إِلَّا أَنه لَا يقدم على الْفِرَار فَإِنَّهُ عِنْده أعظم من كل هول وَيقدر على كل صَعب إِلَّا أَن يزِيد على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْقدر الْعَظِيم والشرف والكمال فَإِنَّهُ لَا نِهَايَة لمداه وَالْمعْنَى يقدم على كل شئ إِلَّا الزِّيَادَة فى حَاله وكماله وَهُوَ مَنْقُول من قَول الطائى
(فَلَوْ صَوَّرْتَ نَفْسَكَ لَمْ تَزِدْها ... على مَا فيكَ مِنْ كِرامِ الطِّباعِ)

8 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا وصلت أحدا ببر سعد ببركتك وتشرف بعطيتك فَصَارَ جدا لَهُ وَنَقله الواحدى وَقَالَ يجوز أَن يكون الْمَعْنى الْقَضَاء نحس وَسعد ونوالك سعد كُله فَهُوَ أحد شقى الْقَضَاء قَالَ وروى ابْن دوست فَمَا تعط بِفَتْح الطَّاء تَجدهُ بِالتَّاءِ على الْخطاب وَقَالَ فى تَفْسِيره كَانَ عطاءك للنَّاس قَضَاء يقْضى الله بِهِ وَمَا أَعْطَاك مِنْهُ فَهُوَ عنْدك بِمَنْزِلَة بخت تعطاه وترزقه وَهَذَا تَفْسِير // بَاطِل وَرِوَايَته بَاطِلَة // وَكَلَام من لم يقرإ الدِّيوَان
9 - الْإِعْرَاب ربنما التَّاء للتأنيث وَمَا زَائِدَة وفى رب لُغَات رب مُشَدّدَة ومخففة وربة مُشَدّدَة ومخففة وَرُبمَا مُشَدّدَة ومخففة وربتما مُخَفّفَة ومشددة وَرُبمَا بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْبَاء الْغَرِيب الذبل جمع ذابل وهى الرماح وَكَذَلِكَ السمر هى الرماح والوغى اسْم من أَسمَاء الْحَرْب الْمَعْنى يُرِيد رب حَملَة لَك على أعدائك فى الْحَرْب صرفت بهَا رماحك السمر سُودًا أى بقيت سُودًا لما جف عَلَيْهَا الدَّم وَالدَّم إِذا جف اسود // وَهَذَا كَلَام حسن //
10 - الْإِعْرَاب هول عطف على حمله ومبادا ومبيدا حالان من الرمْح أى تركته مهلما فى حَال إبادتك إِيَّاه وطعنك الْعَدو بِهِ قَالَ الواحدى وَجَمِيع من فسر هَذَا الدِّيوَان جعل مبادا ومبيدا للرمح وَقَالُوا تركته مبلكا وَكَانَ مبيدا وإضمار كَانَ لَا يجوز فى هَذَا الْموضع لِأَنَّهُ لَا دَلِيل عَلَيْهِ وَقَالَ وَلَا يجوز أَن يكون نَصبه كنصب مبادا لِأَنَّهُ بعد أَن صَار مبادا لَا يكون مبيدا هَذَا كَلَامه وَلم يذكر نَصبه على أى معنى وَالصَّحِيح أَيهمَا حالان من الرمْح وَأما قَول الواحدى لَا يجوز أَن تضمر كَانَ هَهُنَا // فَقَوْل صَحِيح // وَإِنَّمَا تضمر كَانَ إِذا جرى لَهَا ذكر فى أول الْكَلَام كَقَوْلِه تَعَالَى {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة قَانِتًا لله حَنِيفا وَلم يَك من الْمُشْركين شاكرا} وَمن وصل أَرَادَ التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فَكَأَنَّهُ قَالَ حَنِيفا شاكرا وَلم يَك من الْمُشْركين

الصفحة 368