كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

الْغَرِيب النصل السَّيْف والمبيد المهلك والهول وَاحِد الْأَهْوَال وَهُوَ الْأَمر الْعَظِيم الْمَعْنى رب هول كشفته عَن الْمُسلمين بإقدامك على الْأَعْدَاء وَرب سيف كَسرته بِقُوَّة ضربتك وَرب رمح تركته مهْلكا باستعمالك لَهُ فى الطعْن فحطمته بعد أَن هلك المطعون بِهِ وَمثل هَذَا الْمَعْنى فى السَّيْف قَول البعيث
(وإنَّا لنُعطى المشرَفِيَّة حقَّها ... فتَقْطَعُ فى أيمانِنا وتَقَطَّعُ)
وَقَول الطائى
(وَمَا كنتَ إلاَّ السَّيفَ لاقَى ضَرِيبَةً ... فَقَطَّعَهَا ثُم انْثَنى فتَقَطَّعا)

11 - الْإِعْرَاب وَمَال عطف على قَوْله هول الْغَرِيب الْقرن بِالْكَسْرِ كفؤك فى الشجَاعَة ومماثلك والقرن بِالْفَتْح الذى هُوَ مثلك فى السن يُقَال زيد على قرنى أى سنى الْمَعْنى يُرِيد رب مَال وهبت بِغَيْر موعد بل تعطيه ابْتِدَاء وكفء لَك فى الْحَرْب سبقت إِلَيْهِ من غير تهديد وَهَذَا مَنْقُول بِعَيْنِه من قَوْله أَيْضا
(لقدْ حالَ بالسَّيفِ دونَ الوَعيدِ ... وحالَتْ عطاياهُ دون الوُعودِ)

12 - الْإِعْرَاب يهجر الْبَاء مُتَعَلقَة بتمنى وَأَن تكون فى مَوضِع نصب مَفْعُولا لتمنى الْغَرِيب الطلى الْأَعْنَاق والغمود جمع غمد وَهُوَ جفن السَّيْف الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح سيوفك مَا تفتر عَن ضرب أعدائك فقد هجرت الأغماد فالطلى تمنت أَن تكون أغمادها لتنال من القطيعة والهجر مَا نَالَتْ الأغماد وَقَالَ الواحدى سيوفك قد هجرت أغمادها لِأَنَّهَا أبدا تضرب فَلَا ترجع إِلَى الأغماد وأعناق أعدائك تتمنى أَن تكون أغمادها لَهَا فَلَا تَجْتَمِع مَعهَا أبدا

الصفحة 369