كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 1)

- الْإِعْرَاب رفع حسام يجوز أَن يكون فَاعِلا لهز وَيجوز أَن يكون الْكَلَام قد تمّ عِنْد قَوْله إِلَى فَهُوَ خبر ابْتِدَاء أى هُوَ حسام وَقَالَ أَبُو الْفَتْح جعله هُوَ الحسام فَلم ينصبه فرفعه وَهُوَ أمدح من نَصبه على الْحَال لِأَن الْحَال غير لَازِمَة الْمَعْنى يَقُول لما قدمت عَلَيْهِ ورآنى مُقبلا هز نَفسه للْقِيَام إِلَى وَقَوله
(كل صفح لَهُ حد ... )
// من أحسن الْكَلَام وجيده // وَالْمعْنَى كل وَجه مِنْهُ حد ينفذ فى أعدائه
20 - الْمَعْنى جعله بحرا وأسدا للْمُبَالَغَة وَالْمعْنَى لم أر رجلا قبلى مَشى إِلَيْهِ الْبَحْر وعانقته الْأسد وَقَالَ الواحدى تَحْقِيق الْكَلَام من مَشى نَحوه رجل كالبحر فى الْجُود وعانقه رجل كالأسد فى الشجَاعَة
21 - الْمَعْنى يُرِيد بالعاصيات الشَّدِيدَة الممتنعة من النزع يصف قوسه بالشدة وَإِنَّمَا تُطِيعهُ إِذا جذبها حبا لَهُ وتعصى فى غير أنامله
22 - الْإِعْرَاب يُمكنهُ مَعْطُوف على يُصِيب لَا على يكَاد الْمَعْنى يُرِيد أَن الْإِصَابَة من قبله لمسارعتها تكَاد تسبق رميه وَيُمكن السهْم لانقياده لَهُ أَن يرجع من طَرِيقه وَهَذَا مُبَالغَة فى وصف اقتداره على الرمى وكل هَذَا من الْمُبَالغَة
23 - الْإِعْرَاب وَينفذ الْوَجْه أَن يعطفه على يُمكنهُ لَا على يكَاد لِأَنَّك إِذا حَملته على يكَاد ادعيت فِيهِ الْحَقِيقَة وَهَذَا مِمَّا لَا حَقِيقَة لَهُ وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء وَإِذا عطفته على يكَاد فَفِيهِ سرف وَفِيه إغرابات المتنبى فى شعره ويقوى ذَلِك أَيْضا أَن يكون أَرَادَ بِهِ فى الْحَقِيقَة يُصِيب عقد الشعرة الْمَعْنى يَقُول يُصِيب سهمة كل شئ فَإِذا رمى فى أضيق شئ فى ليل أسود أنفذه لجودة رميه

الصفحة 378