كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْإِعْرَاب قَالَ الواحدى رِوَايَة كل من قَرَأَ الدِّيوَان
(الْجنُود بكم ... )
بِالْبَاء وَالصَّحِيح فى الْمَعْنى لكم بِاللَّامِ لِأَنَّهُ يُقَال عرضت فلَانا لكذا فتعرض لَهُ وَيجوز أَن يكون بكم من صلَة معنى التَّعْرِيض لَا من لَفظه وَمَعْنَاهُ إِنَّمَا ابتلى الله الْجنُود بكم يعْنى سيف الدولة يَقُول إِنَّمَا خذلهم الله وجعلهم لكم عرضة الْغَرِيب الفسل الدنئ الْعَاجِز من الرِّجَال فسل فسالة وفسولة الْمَعْنى يُرِيد إِن الله عرض لكم الْجنُود الَّذين انْقَطَعُوا وتخلفوا عَن عَسْكَر سيف الدولة وهم الأوباش ليجرد الله عَسْكَر الْإِسْلَام من الأوباش فَيرجع إِلَيْكُم غازيا بالأبطال وذوى النجدة لَيْسَ فيهم دنئ وَلَا ضَعِيف
37 - الْمَعْنى يَقُول كل غَزْوَة بعد هَذِه الْغَزْوَة تكون لَهُ لَا عَلَيْهِ لِأَن الأوباش من عسكره والضعفاء قد قتلوا فَلم يبْق إِلَّا الْأَبْطَال وَهُوَ أَمِير الْغُزَاة وسيدهم وهم أَتْبَاعه
38 - الْغَرِيب تبتدع أى تفعل الشئ من نَفسك بديهة واختراعا من غير تَعْلِيم والابتداع هُوَ الصَّنْعَة من غير تَعْلِيم وَمِنْه {بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض}
الْمَعْنى يَقُول غَيْرك من الْمُلُوك يفعل مَا كَانَ يَفْعَله غَيره من حسن وقبيح وَأَنت مبتدئ فِيمَا تفعل لم يسْبق إِلَيْهِ أحد فأفعالك أبكار وَالْمعْنَى أَن الْكِرَام يقتفون آثَار غَيرهم ويتعلمون مِمَّن كَانَ قبلهم وَأَنت تسبق الْكِرَام إِلَى الْأَفْعَال وتخلق أى تصنع مَا تُرِيدُ وَلَو صَحَّ لَهُ أَن يَقُول تقتفى أثار الْكِرَام لَكَانَ أبين فى صناع الشّعْر
39 - الْغَرِيب يشينك يعيبك الضَّرع الضَّعِيف وَالْأُنْثَى الضرعة الْمَعْنى يَقُول وَهل يشينك وَقت أقدمت فِيهِ وأحجم أَصْحَابك وكررت وَعجز أَصْحَابك فَإِن فضلك وَبَان نقصهم وَمن قتل من أَصْحَابك وَأسر من ضعفائهم لَا يعيبك ذَلِك إِذا كنت أَنْت الْفَارِس الشجاع وفى نظم هَذَا الْبَيْت عيب عِنْد الحذاق بصناعة الشّعْر لِأَنَّهُ كَانَ ينبغى لَهُ أَن يَقُول فى صدر الْبَيْت
(كنت حازمه ... )
لما قَالَ فى الْعَجز
(الْعَاجِز الضَّرع ... )
لِأَن ضد الحازم الْعَاجِز أَو يَقُول فارسه وجبانه

الصفحة 231