- الْغَرِيب الامتصاع والمماصعة شدَّة القراع بِالسُّيُوفِ وبلوتك اخبترتك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {هُنَالك تبلو كل نفس مَا أسلفت} أى تختبر فى قِرَاءَة من قَرَأَ بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَقَرَأَ حَمْزَة والكسائى تتلو بتاءين من التِّلَاوَة الْمَعْنى يَقُول لم أمدحك على إقدامك وثبوتك فى الْحَرْب إِلَّا بعد الاختبار والتجربة عِنْد الْقِتَال للأبطال وَالْمعْنَى مَا بلغت حَقِيقَة وصفك مَعَ مَا شاهدته من ثباتك والأهوال الَّتِى جمعتنى مَعَك حَتَّى بلوتك والأبطال تجالد بِالسُّيُوفِ
48 - الْغَرِيب الْخرق الطيش والخفة وَقيل الدهش من الْخَوْف أَو الْحيَاء والزمع رعدة تعترى الشجاع من الْغَضَب الْمَعْنى يُرِيد أَن الظَّن يُخطئ فقد يرى من بِهِ دهش وخفة شجاعا وَقد يرى من تعتريه رعدة من غضب جَبَانًا وَأَنا قد تحققت من أَمرك بالتجربة فَإِذا مدحتك بعد اختبارى فَلَا أخطئ وَلَا أكذب
49 - الْإِعْرَاب رفع كل على الِابْتِدَاء والسبع الْخَبَر وأضمر فى لَيْسَ اسْما تَقْدِيره الشَّأْن والابتداء وَخَبره فى مَوضِع خبر لَيْسَ وَقد جَاءَ من الْعَرَب مثله تَقول لَيْسَ خلق الله مثله فتضمر الشَّأْن والقصة وَلَوْلَا ذَلِك لما ولى لَيْسَ وهى فعل آخر وَهُوَ خلق لِأَن الْأَفْعَال لَا يلى بَعْضهَا بَعْضًا وَقد ذكر مثل هَذَا سِيبَوَيْهٍ فى كِتَابه وأنشدوا الحميد الأرقط
(فأصْبَحُوا والنَّوَى عالى مُعَرَّسِهِمْ ... وَلَيْسَ كُلَّ النَّوَى تُلْقِى المَساكِينُ)
فنصب كل بتلقى وأضمر اسْم لَيْسَ فِيهَا الْغَرِيب المخلب للطير وَالسِّبَاع بِمَنْزِلَة الظفر للْإنْسَان الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ كل من يحمل السِّلَاح شجاعا وَلَا كل ذى مخلب سبعا يفترس بِهِ بل يُوجد ذَوَات مخالب والسبع يفضلها وَكَذَا سيف الدولة يتزيون بشكله ويشاركونه فى لبس السِّلَاح وَلَكنهُمْ يقصرون عَن فعله وَعَما يبلغ بالسلاج من الْبَطْش