كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْإِعْرَاب من روى
(ثوب مجد ... )
بِالرَّفْع جعله عطفا على قَوْله
(فَمَا عاشق ... )
وَمن نَصبه جعله إِضَافَة مُنْفَصِلَة الْغَرِيب اللؤم الذَّم وَالْبخل ومرقع رَوَاهُ ابْن جنى بِالْفِعْلِ الْمَعْنى يَقُول الْمجد خلص لَهُ لَا لغيره من الذَّم وَالْعَيْب ومجد غَيره مشوب بلؤم
12 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح حابى بِمَعْنى حبا مَأْخُوذ من الحباء وَهُوَ الْعَطِيَّة وَاسم الله مَرْفُوع بِهِ وَالْجُمْلَة الَّتِى هى يعْطى فَاعله خبر إِن وَاسم إِن الذى وخولف فى هَذَا فَقيل معنى حابى بارى تَقول حابيت زيدا إِذا باريته مثل باهيته فى الْعَطاء وَلَيْسَ بِمَعْرُوف أَن معنى حابيته بِكَذَا حبوته بِهِ قَالَ الشريف هبة الله بن مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد الشجرى فعلى هَذَا يكون فَاعل حابى مضمرا فِيهِ يعود على الذى وَاسم الله مُرْتَفع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره الْجُمْلَة تَقْدِيره إِن الذى حابى بِهِ جديلة فى الحباء الله يعْطى بِهِ من يَشَاء ومفعول يمْنَع مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ مفعول يعْطى وَكَذَلِكَ مفعول يَشَاء الْمَذْكُور والمحذوفان تقديرهما يعْطى لله بِهِ من يَشَاء أَن يُعْطِيهِ وَيمْنَع من يَشَاء أَن يمنعهُ والضميران يعودان للممدوح الْغَرِيب أصل حابى فَاعل وَلَا يكون إِلَّا من اثْنَيْنِ إِلَّا فى أحرف يسيرَة طارقت النَّعْل وعاقبت اللص وَعَافَاهُ الله وَقَاتلهمْ الله وَأَبُو الْفَتْح ذهب بهَا مَذْهَب هَذِه الأحرف وَقَالَ حابى بِمَعْنى حبا كَمَا فى قَول أشج يمدح جَعْفَر بن يحيى حِين ولاه الرشيد خُرَاسَان
(إنَّ خَراسانَ وَقدْ أصْبَحَتْ ... تَرْفَعُ مِنْ ذى الهِمَّةِ الشَّانا)

(لَم يَحْبُ هارُونُ بِها جَعْفَراً ... وإنَّمَا حابَى خُرَاسانا)
وَقد جَاءَ حابى بِمَعْنى بارى فى قَول سُبْرَة بن عَمْرو الفقعسى
(نُحابِى بِها أكْفاءَنا ونُهينُها ... وَنَشْرَبُ فِى أثَماَنِها وَنُقامِرُ)
وَقد جَاءَ أحابى بِمَعْنى أخص فى قَول زهاد
(أُحابِى بِهِ مَيْتا بِنَخْلٍ وأبْتَغى ... أخالَكَ بالقَوْلِ الذى أنْتَ قائِلُهْ)
يُرِيد أخص بِهَذَا الشّعْر مَيتا وجديلة بن خَارِجَة بن سعد الْعَشِيرَة بن مذْحج وفى مُضر جديلة وَهُوَ ابْن غدوان بن عَمْرو بن قيس بن عيلان بن مُضر وفى ربيعَة جديلة وَهُوَ أَسد بن ربيعَة ابْن نزار الْمَعْنى قَالَ الواحدى الذى حابى بِهِ الله جديلة أى أَعْطَاهُم هَذَا الممدوح وَجعله مِنْهُم فَهُوَ الذى يعْطى بِهِ من يَشَاء وَيمْنَع من يَشَاء لِأَنَّهُ ملك قد فوض الله إِلَيْهِ أَمر الْخلق فى النَّفْع والضر وَهَذَا كَلَامه وَقَالَ فَقَوله
(بِهِ الله ... الخ ... )
خبر إِن

الصفحة 239