كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْإِعْرَاب ألف مُبْتَدأ وَأَقل مُبْتَدأ ثَان وَبَعضه مُبْتَدأ ثَالِث وَهُوَ مُضَاف إِلَى ضمير الْأَقَل والرأى خبر عَنهُ وَأجْمع توكيد وَيجوز أَن يكون رَأْيه ابْتِدَاء وَألف جُزْء خَبره مقدما عَلَيْهِ وترتيب الْكَلَام فَتى رَأْيه ألف جُزْء أقل من هَذِه الْأَجْزَاء الْألف بعضه أى بعض الْأَقَل الرأى الذى فى أيدى النَّاس وَقَالَ الواحدى مثل هَذَا قَوْلك زيد أَبوهُ قَائِم الْمَعْنى يَقُول هَذَا الممدوح لَهُ الرأى الذى لَا يُشَارِكهُ فِيهِ أحد فَلهُ من الرأى ألف جُزْء وَأَقل جُزْء مِنْهَا بعضه الذى فى أيدى النَّاس كلهم فَالنَّاس يدبرون أَمْوَالهم بِأَقَلّ بعض رَأْيه وَفِيه نظر إِلَى قَول الطائى
(لَوْ تَراَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ ... قَمَراً أوْفَى علَى غُصُنِ)

(كُلُّ جْزْءٍ مِنْ مَحَاسِنِهِ ... فِيهِ أجْزَاءٌ مِنَ الفِتَنِ)

16 - الْإِعْرَاب غمام بدل من فَتى أَو هُوَ فى مَوضِع رفع خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أى هُوَ فَتى وخلبا خبر لَا كَأَنَّهُ قَالَ لَيْسَ هُوَ مقشعا وَلَيْسَ الْبَرْق فِيهِ خلبا الْغَرِيب أقشع أقلع وتفرق والممطر الماطر مطرَت السَّحَاب وأمطرت وَقيل الإمطار فى الْعَذَاب وَكَذَا جَاءَ فى الْكتاب الْعَزِيز كَقَوْلِه تَعَالَى {فَأمْطر علينا حِجَارَة من السَّمَاء وأمطرنا عَلَيْهِم مَطَرا فسَاء مطر الْمُنْذرين} وَلَيْسَ فى الْقُرْآن لفظ الْمَطَر الذى هُوَ المَاء والغيث إِلَّا فى سُورَة النِّسَاء وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَلَا جنَاح عَلَيْكُم إِن كَانَ بكم أَذَى من مطر} وأقشعت السَّمَاء وتقشعت وانقشعت إِذا تفرق السَّحَاب وَذهب والحلب الذى لَا مطر فِيهِ الْمَعْنى يَقُول هُوَ غمام ممطر علينا بالأموال دَائِما فَلَا يقطع عطاءه عَنَّا وَلَيْسَ هُوَ كالغمام الذى يمطر مرّة وينقشع أُخْرَى وَإِذا رجوناه بلغنَا مِنْهُ اوفى مَا نرجو وَإِذا وعد أنْجز الْوَعْد وَضرب الْغَمَام والبرق مثلا وَلما جعله غماما جعل لَهُ الْمَطَر وَجعل برقه صَادِقا بموعوده وَهَذَا عكس قَول البحترى
(عَلِمْتُكَ إنْ مَنَّيْتَ مَنَّيْتَ مَوْعِداً ... جَهاما وَإنْ أبْرَقْتَ أبْرَقْتَ خُلَّبا)

الصفحة 242