كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْغَرِيب الْحَاج جمع حَاجَة وَيُقَال حَاجَة وحوج وحاجات وحاج وحوائج على غير قِيَاس كَأَنَّهُ جمع حائجة وَكَانَ الأصمعى يُنكره وَيَقُول هُوَ مولد وَإِنَّمَا أنكرهُ لِخُرُوجِهِ عَن الْقيَاس وَإِلَّا فَهُوَ كثير فى كَلَام الْعَرَب أنشدوا
(نَهارُ المَرْءِ أمْثَلُ حِينَ تُقْضَى ... حَوَائجُهُ مِنَ اللَّيْلِ الطَّوِيلِ)
والحوجاء الْحَاجة قَالَ قيس بن رِفَاعَة
(مَنْ كانَ فِى نَفْسِهِ حَوْجاءُ يَطْلُبُها ... عِنْدِى فإنّى لَهُ رَهْنٌ بأصْحارِ)
والمشفع الذى تقضى الْحَاجة بِشَفَاعَتِهِ الْمَعْنى يَقُول إِذا سُئِلَ حَاجَة شفعت نَفسه إِلَى نَفسه فى قَضَائهَا وحسبك بِمن يكون وَهُوَ مسئول شَفِيعًا إِلَى نَفسه وَمثله للخريمى
(شَفَعَتْ مَكارِمُهُ لَهُمْ فَكَفَتْهُمُ ... جُهْدَ السُّؤَالِ وَلُطْفَ قَوْلِ المَادِحِ)
وَمِنْه قَول حبيب
(طَوَى شِيمَا كانَتْ تَرُوحُ وَتَغْتَدِى ... وَسائِلَ مَنْ أعْيَتْ عَلَيْهِ وَسائلُهْ)
وَهَذَا الْمَعْنى كثير قَالَ الحطيئة
(وَذَاكَ امْرُؤٌ إنْ تَأْتِهِ فِى نَفِيسَةٍ ... إِلَى مالِهِ لَا تَأْتِهِ بشَفِيعِ)
ولأبى الْعَتَاهِيَة
(فَياجُودَ مُوسَى ناجِ مُوسَى بِحاجَتِى ... فَمَا لى سِوَى مُوسَى إلَيْهِ شَفيعُ)
وَلابْن الرومى
(أَبَا الصَّقْرِ مَنْ يَشْفَعْ إلَيْكَ بِشافِعٍ ... فَمَا لى سِوَى شِعْرِى وجُودِكَ شافِعُ)

الصفحة 243