كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْإِعْرَاب الرِّوَايَة الصَّحِيحَة فى الدَّقِيق بلام التَّعْرِيف وَهُوَ // حسن // فى الْإِضَافَة كالجميل الْوَجْه والطويل الذيل لِأَن الدَّقِيق نعت لمَحْذُوف تَقْدِيره يتيه الرجل الدَّقِيق الْفِكر أَلا ترَاهُ يَقُول وَهُوَ مصقع وَهُوَ نعت للرجل لَا للفكر وَمن رَوَاهُ دَقِيق الْفِكر جعله نعتا للفكر تَقْدِيره يتيه الدَّقِيق من الأفكار وَالْأول أبلغ فى الْمَعْنى الْغَرِيب الْغَوْر الْمُنْتَهى والقعر وَالضَّمِير للبحر والتيار الموج والمصقع الفصيح البليغ لِأَنَّهُ يَأْخُذ فى كل صقع من الْكَلَام والدقيق الْفِكر الْفَهم الذى يدق فكره وخاطره إِذا تفكر الْمَعْنى أَن هَذَا الممدوح بَحر عميق القعر لَا يصل أحد إِلَى قَعْره فيتيه فى صِفَاته الواصفون وَلَا يبلغون النِّهَايَة وَلَا يصفونه بقول فصيح
27 - الْغَرِيب القيل هُوَ الْملك من مُلُوك حمير وَجمعه أقيال ومنبج بلد بِقرب الْفُرَات من أَرض الشَّام والسماكان الرمْح والأعزل وتوضع من الإيضاع وَهُوَ السّير السَّرِيع الْمَعْنى يَقُول أَنْت ملك لمنبج وهمتك تسرع فَوق النُّجُوم وَهُوَ من قَول العطوى
(إنْ كنْتُ أصْبَحْتُ لابِسا سَمَلاً ... فَهِمَّتِى فَوْقَ هامَةِ المَلِكِ)
وللتنوخى
(وَرُبَّ نَفْسٍ مَسْكُها مَا بَيْنَنا ... وَهَمُّها فَوْقَ السَّماكِ والسُّها)

الصفحة 246