كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْإِعْرَاب عجيبا خبر لَيْسَ وَاسْمهَا أَن وصفك وَتقدم الْخَبَر فى مثل هَذَا هُوَ الصَّوَاب لِأَن أَن مُبْتَدأ وَتقدم خَبَرهَا تَقول تَقول فى الدَّار أَنَّك قَائِم وأليس اسْتِفْهَام تَقْرِير وَمِنْه قَول جرير
(ألَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ المَطايا ... وأنْدَى العالَمِينَ بُطُونَ رَاح)
الْغَرِيب ظلعت الدَّابَّة إِذا عرجت من يَدهَا أَو رجلهَا ودابة ظالع عرجاء بالظاء ودابة ضليع بالضاد سَمِينَة الْمَعْنى يَقُول أَلَيْسَ من الْعجب أَنى مَعَ جودة خاطرى وبلاغتى أعجز عَن وصفك وَلَا يبلغ ظنى معاليك فإنى لَا أدْركهَا لكثرتها
29 - الْإِعْرَاب رفع صدرك استئنافا وَهُوَ مبتدأوالظرف ومعموله الْخَبَر الْمَعْنى يَقُول أَلَيْسَ من الْعجب أَنَّك فى ثوب وَهُوَ مَعْطُوف على قَوْله أَن وصفك أى وصدرك فيكما أى فى الثَّوْب وفى جسدك وَأَنه أوسع من وَجه الأَرْض وَمثله لِابْنِ الرومى
(كَضمِيرِ الْفُؤَادِ يَلْتَهِمُ الدُّنْيا ... وَتحْوِيهِ دَفَّتا حَيْزُومِ)
وَمثله لِابْنِ المعتصم فى مرثية
(يَا وَاسعَ المَعْرُوفِ هَلْ وَسِعَ الثَّرَى ... فِى الأرْضِ صَدْرَكَ وَهْوَ مِنْها أوْسَعُ)
ولأبى تَمام
(وَرُحْبَ صَدْرٍ لوَ أنَّ الأرْضَ وَاسِعةٌ ... كَوُسْعِهِ لَمْ يَضِقْ عَنْ أهْلِهِ بَلَدُ)
30 - الْإِعْرَاب من روى وقلبك بِالرَّفْع جعله ابْتِدَاء وَمن نَصبه عطفه على اسْم إِن فِيمَا قبله الْمَعْنى يَقُول قَلْبك قد أحاطت بِهِ الدُّنْيَا وَهُوَ فِيهَا من جملَة مَا فِيهَا وَلَو دخلت الدُّنْيَا بالإنس وَالْجِنّ لضلت فِيهِ وَلم تدر كَيفَ ترجع مِنْهُ وَالضَّمِير فى درت للدنيا
الصفحة 247