كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- 31 - الْإِعْرَاب غَيْرك مَنْصُوب لِأَنَّهُ تقدم على الْمُسْتَثْنى كَقَوْل الْكُمَيْت
(فَمَا لىَ إلاَّ آلَ أحمَدَ شِيعَةٌ ... وَمالَى إلاَّ مَذْهَبَ الحَقّ مَذْهَبُ)
وكما تَقول مَا فى الدَّار غير الْحَارِث أحد الْغَرِيب السَّمْح الذى يسمح بِمَالِه فَلَا يبخل على أحد الْمَعْنى يُرِيد أَن كل جواد سواك بَاطِل بِالْإِضَافَة إِلَيْك وكل مديح مدح بِهِ غَيْرك فَهُوَ ضائع لِأَنَّهُ فِيمَن لَا يستوجبه وَلَا يسْتَحقّهُ بِحَال من الْأَحْوَال وَهُوَ من قَول ابْن الرومى
(وكلُّ مَدِيحٍ لَمْ يَكُنْ فىِ ابْنِ صاعِدٍ ... وَلا فِى أبِيهِ صَاعِدٍ فَهْوَ هابِطُ)

1 - الْغَرِيب الهجوع النّوم الْمَعْنى يُرِيد أَن شوقى نفى عَنى لذيذ الْمَنَام وَلما فَارق الحبيب أَقَامَ الشوق فى قلبى لَيْسَ لَهُ عَنى انْتِقَال
2 - الْغَرِيب الصراة نهر يَأْخُذ من الْفُرَات فينسكب فى دجلة بَينه وَبَين بَغْدَاد يَوْم وَآخره عِنْد بَاب الْبَصْرَة وَمحله بِبَغْدَاد بالجانب الغربى وَغلط فى تَفْسِيره الواحدى فَقَالَ هُوَ نهر يتشعب من الْفُرَات فَيصير إِلَى الْموصل ثمَّ إِلَى الشَّام ورقرق المَاء إِذا صبه وَكَذَا الدمع الْمَعْنى يُرِيد أَن حَبِيبه على نهر الصراة مُقيم فَلهَذَا قَالَ أَو مَا وجدْتُم ملوحة لِأَن دمع الْحزن ملح ودمع الْفَرح حُلْو كَذَا قَالَ أَبُو الْفَتْح
3 - الْمَعْنى قَالَ ابو الْفَتْح كنت أكره الْوَدَاع فَلَمَّا تطاول الْبَين أسفت أى حزنت على التوديع لما يَصْحَبهُ من النّظر والشكوى والبث قَالَ الواحدى لم أزل أحذر من وداعك خوف الْفِرَاق وَأَنا أشتاق الْآن إِلَى التوديع وأتأسف عَلَيْهِ لأنى لقيتك عِنْد الْوَدَاع فأتمنى ذَلِك لألقاك

الصفحة 248