كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْإِعْرَاب أضَاف إِلَى الضَّمِير وَالْأَصْل المتديرين فِيهَا أى متخذيها دَارا الْغَرِيب تذرى أى تلقى دموعا الْمَعْنى يَقُول إِذا سَأَلتهَا لَا تدرى مَا تَقول لِأَنَّهَا جماد لَا تبكى على من كَانَ بهَا فهى لَا تساعدنى على الْبكاء وَلَا ترد لى لجواب
3 - الْغَرِيب أصل اللحاء القشر وَمِنْه لحوت الْعود إِذا قشرته ثمَّ صَار يسْتَعْمل فى الدُّعَاء والخود الْمَرْأَة الناعمة وَالْجمع خود وشموع اللعوب المزاحة الْمَعْنى يَقُول لحا الله الدَّار يَدْعُو عَلَيْهَا إِلَّا ماضيها وَهُوَ اسْتثِْنَاء من غير الْجِنْس وَقَالَ الواحدى يجوز أَن يكون جِنْسا لِأَن زمَان اللَّهْو والخود ربع الْإِنْس فاستثناه مِنْهُ لاشْتِمَاله عَلَيْهِ فَدَعَا على الدَّار إِلَّا مَا كَانَ لَهُ بهَا من زمن الْإِنْس وَوصل الْجَارِيَة الناعمة المحبوبة قَالَ ابْن وَكِيع مَا ضياها يوجبان لَهَا الدُّعَاء بالسقيا كَقَوْل البحترى
(فاذَا مَا السَّحابُ كانَ رُكاما ... فَسَقَى بالرَّبابِ دارَ الرَّبابِ)

4 - الْغَرِيب الرداح ضخمة العجيزة قَالَ العديل
(رَداحُ التَّوَالى إِذا أدْبَرَتْ ... هَضِيمُ الْحَشَى شَخْتَهُ الْمُلْتَزم)
وَمِنْه كَتِيبَة رداح أى ثَقيلَة السّير لكثرتها والرداح الْجَفْنَة الْعَظِيمَة قَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت
(إِلَى رُدُحٍ مِنَ الشِّيزَى مِلاءٍ ... لُبابَ الْبُرّ يُلْبَكُ بالشِّهادِ)
الْمَعْنى يَقُول هى منعمة ممنعة لَا يقدر عَلَيْهَا أحد وكلامها عذب إِذا سَمعتهَا الطير تتكلف الْوُقُوع إِلَيْهَا لعذوبة كَلَامهَا وَهَذَا مثل قَول كثير
(وأدْنَيْتِنى حَتَّى إِذا مَا مَلَكْتِنى ... بقَوْلٍ يُحِلُّ العُصْم سَهَلْ الأباطِحِ)
وَمثله للْآخر وَهُوَ كثير
(بعَيْنَينِ نَجْلاوَيْنِ لوْ رَقْرَقَتُهما ... لِنوءَ الثُّرَياَّ لاسْتَهَلَّ سَحَابها)
أَخذه ابْن دُرَيْد فى مقصورته وَبعده أَبُو الطّيب فَقَالَ ابْن دُرَيْد
(لَوْ ناجَتِ الأعْصَمَ لَا نْحَطَّ لَهَا ... طَوْعَ الْقِيادِ منْ شَمارِيخِ الذُّرى)

الصفحة 250