كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْمَعْنى يَقُول ذِرَاعا هَذِه الْمَرْأَة عدوان لدملجيها لعظمهما وغلظهما يكادان يقصمان الدملجين لامتلائهما فَإِذا نَامَتْ عِنْد أحد يظنّ أَن زندها لسمنه هُوَ الضجيع لَهُ لَا هى
9 - الْإِعْرَاب يضئ لَازم لَا يتَعَدَّى والبدر مَنْصُوب بِالْمَصْدَرِ الْمُضَاف أى بِأَن يمْنَع الْبَدْر من الطُّلُوع الْمَعْنى يَقُول نقابها يشرق ضياؤها من تَحْتَهُ كَمَا يشرق الْبَدْر تَحت الْغَيْم الرَّقِيق شبه النقاب على وَجههَا بالغيم الرَّقِيق على الْبَدْر وَهُوَ مَنْقُول من قَول ابْن الدمينة
(مُبَرْقَعَةٌ كالشَّمْسِ تَحْتَ سَحابَةٍ ... وكالبَدْرِ فِى جَنْحٍ مِنَ اللَّيْلِ مُظْلم)
وَأَخذه التهامى وَأحسن فِيهِ بقوله
(قَوْمٌ إذَا لَبِسُوا الدُّرُوعَ تَخالُهَا ... سُحُبا مُزَرَّرَةً عَلى أقْمارِ)
وَقَالَ بشار
(بَدا لَكَ ضَوْءُ مَا احْتَجَبْتَ عَلَيْهِ ... بُدُوَّ الشَّمْسِ مِنْ خَلَلِ الغَمامِ)

10 - الْإِعْرَاب قَالَ ابْن القطاع خضوعا تَمْيِيز تَقْدِيره بِأَكْثَرَ خضوعا الْمَعْنى خضوعى فى قولى أَكثر من تدللها على كثرته
11 - الْمَعْنى يَقُول إحْيَاء النُّفُوس مِمَّا يتَقرَّب بِهِ إِلَى الله تَعَالَى وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا يخَاف مِنْهُ وَمعنى إِذا وصلتنى كنت قد أحييتنى وإحياء النَّفس طَاعَة لله تَعَالَى وَالله لَا يعْصى بِالطَّاعَةِ وَمثله لآخر
(مَا حَرَامٌ إحْياءُ نَفْسٍ وَلَكِنْ ... قَتْلُ نَفْسٍ بغيرِ نَفْسٍ حَرَامُ)

12 - الْغَرِيب الْخُلُو الخالى من هم الْمحبَّة والمستهام الهائم الذَّاهِب الْعقل والخليع الذى قد خلع العذار وتظاهر بالانتهاك فى الْمحبَّة الْمَعْنى يَقُول قد أصبح يحبك كل خَال من الْهوى محبا لَك مستهاما والمستور الذى كَانَ يخفى الْهوى انهتك وَافْتَضَحَ بمحبتك قَالَ ابْن وَكِيع لَو قَالَ
(غَدَا بِكِ كُلُّ خِلْوٍ فِى اشْتِغالٍ ... وأصْبَحَ كُلُّ ذِى نَسْلٍ خَلِيعا)
لَكَانَ أحسن فى الصَّنْعَة

الصفحة 252