كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح إِلَى أَن يَقُولُوا فَحذف أَن وأعملها وَهَذَا على مَذْهَبنَا وَقَالَ الواحدى حَتَّى يَقُولُوا وَقد علق زَوَال حبه بِمَا لَا يجوز وجوده وَالْمعْنَى لَا أَزَال أحبك الْغَرِيب ثبير جبل عَظِيم مَعْرُوف بالحجاز وَقد ذكره الشُّعَرَاء فى أشعارهم الْمَعْنى يَقُول أحبك إِلَى أَن يَقُولُوا جر النَّمْل ثبيرا أَو أخيف ابْن إِبْرَاهِيم وَهَذَا مُسْتَحِيل وَالْمعْنَى لَا أَزَال أحبك لِأَن الْجَبَل لَا يجره النَّمْل والممدوح لَا يرتاع
14 - الْغَرِيب الصيت الذّكر الْحسن والسرايا جمع سَرِيَّة الْمَعْنى يَقُول هُوَ كثير الغارات وسراياه مبثوثة فى الْآفَاق فَإِذا ذكر اسْمه للطفل شَاب وَهُوَ من قَول المهدى
(أَلا شَغَلَتنا عَنكَ بالدَّارِ كَبَّةٌ ... يَشِيبُ لَهَا قَبْل الفِطامِ وَلِيدُها)

15 - الْغَرِيب الدهى وَالْمَكْر إخفاء السوء والخشوع الذل الْمَعْنى يَقُول هُوَ يخفى مكره وَهُوَ يغض الطّرف حَتَّى يرى أَنه خاشع وَلَيْسَ بخاشع وَلَيْسَ فى هَذَا الْبَيْت مدح لِأَنَّهُ قَالَ يغض طرفه مكرا ودهاء وَإِنَّمَا الْمَدْح فى قَول الفرزدق
(يُغْضِى من مهابته ... فَمَا يكلم إِلَّا حِين يبتسم ... ) وَقَول ابْن الرُّومِي فِي هَذَا جيد
(ساه وَما يَتَّقى فىِ الرأىِ سَقطَتَهُ ... داهٍ وَما يَنطَوِى مِنهُ عَلى رَيبِ)

(فَدَهْيُهُ للدَّوَاهى الرُّبدِ يَدْرَؤُها ... وَسِهوُهُ عَنْ عُيوبِ النَّاسِ والعَيْبِ)
د
16 - الْغَرِيب قدك حَسبك وَكَفاك والمذيع الْمظهر الْمَعْنى يَقُول إِن سَأَلته جَمِيع مَاله كَفاك كالمذيع إِن سَأَلته عَن سر أفشاه وَلم يَكْتُمهُ فَهُوَ كَذَلِك يعطيك مَا يملكهُ وَلَا يبخل بِهِ

الصفحة 253