كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْمَعْنى يَقُول لاستلذاذه الْعَطاء يرى قبولك عطاءه منا عَلَيْهِ وَإِن لم يَبْتَدِئ بالعطاء قبل المسئلة فَهُوَ عِنْده مَكْرُوه فظيع وَضرب هَذَا مثلا وَمثله لحبيب
(يُعْطِى وَيَشْكُرُ مَنْ يأْتِيهِ يَسأَلُهُ ... فَشُكْرُهُ عِوَضٌ وَمالُهُ هَدَرُ)
18 - الْمَعْنى هَذَا الْكَلَام لَهُ سَبَب وَذَلِكَ أَن هَذَا الممدوح جَاءَهُ حمل فِيهِ ذهب ودراهم ففرش نطوعا وَجعلهَا عَلَيْهِ فَاعْتَذر المتنبى لَهُ وَقَالَ لَيْسَ لكرامته فرشها وَإِنَّمَا هُوَ إهانة ليهينه فى الْعَطاء والتفرقة على القصاد وَمَا فعل هَذَا ليحفظه من الضّيَاع ويدخره وَإِنَّمَا يحفظه ليفرقه على السُّؤَال والقصاد ثمَّ احْتج لهَذَا بقوله
(إِذا ضرب ... )
وَهُوَ قريب من قَول ابى الجهم
(وَلا يَجْمَعُ الأمْوَالَ إلاَّ لِبَذْلِهَا ... كمَا لَا يُساقُ الهَدْىُ إلاَّ إِلَى النَّحْرِ)
19 - الْمَعْنى يَقُول مَا بسط الأنطاع كَرَامَة لِلْمَالِ وَإِنَّمَا بسطها للتفرقة وَكَذَلِكَ إِذا ضرب الرّقاب وَمد الأنطاع فَلَيْسَ لكرامتهم وَلَكِن ليصان الْمجْلس من الدَّم والنطوع جمع نطع وَيجمع أَيْضا على أنطاع وَيُقَال نطع بِفَتْح النُّون والطاء وبكسر النُّون وَفتح الطَّاء وبفتح النُّون وَسُكُون الطَّاء وَكسر النُّون وَسُكُون الطَّاء
20 - الْغَرِيب القريع الْفَحْل الْكَرِيم وَهُوَ هُنَا السَّيِّد الشريف الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ يهب إِلَّا المَال الْكثير وَلَيْسَ يقتل إِلَّا الشريف الْعَظِيم وَهُوَ من قَول مُسلم بن الْوَلِيد
(حذارِ مِنْ أسَدٍ ضِرْغامَةٍ شَرِسٍ ... لَا يُولِغُ السَّيْفَ إلاَّ هامةَ البْطَلِ)
وَبَيت المتنبى أمدح لِأَنَّهُ ذكر فِيهِ الْكَرم وَالْهِبَة
21 - الْغَرِيب النصل حَدِيدَة السَّيْف والصمصامة السَّيْف والقطيع السَّوْط يقطع من جُلُود الْإِبِل والتعب مفعول ثَان وَالْمعْنَى يَقُول قد أَقَامَ سَيْفه فى التَّأْدِيب مقَام سَوْطه وَالسيف يغنى السَّوْط عَن التَّعَب // وَهَذَا مُبَالغَة // فى وَصفه بِشدَّة الْبَأْس على المذنبين
الصفحة 254