كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)

- الْغَرِيب الحصان بِالْكَسْرِ الْكَرِيم من الْخَيل وسمى بذلك لِأَنَّهُ ضن بمائه فَلم ينز إِلَّا على كَرِيمَة ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سموا كل ذكر من الْخَيل حصانا الْمَعْنى يَقُول إِن مَا ريتني فى قولى والمماراة المجادلة فاركب فرسا وَمثل صورته فَإنَّك تَخِر صَرِيعًا قبل ملاقاته
29 - الْإِعْرَاب غمام خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أى هُوَ غمام الْغَرِيب المريع الممرع وَهُوَ المخصب الْمَعْنى قَالَ الواحدى يَقُول هُوَ غمام ندى وَلَكِن الْغَمَام رُبمَا تكون فِيهِ صواعق مهلكة وأحجار برد كَذَلِك هُوَ رُبمَا مطر نقمة على الْأَعْدَاء فصير مطره الْبَلَد المخصب قحطا ممحلا
الْغَرِيب القطوع جمع الْقطع وَهُوَ الطنفسة تَحت الرحل تيَمّمه قَصده الْمَعْنى يَقُول هُوَ رآنى بعد مَا طَال سفرى حَتَّى قطع رواحلى قصدى إِيَّاه وَقطعت الرَّوَاحِل طنافسها يعْنى أبلتها لِكَثْرَة السّير وَطول الْمسَافَة
31 - الْغَرِيب الغدير هُوَ مَا يبْقى من السَّيْل بعده وَالربيع فصل الخصب والأمطار الْمَعْنى يَقُول أعطانى حَتَّى ملأنى بالعطاء كَمَا يمْلَأ السَّيْل الغدير وَصَارَ دهرى كالربيع لطيبه وسعة عيشى فِيهِ ونحا فِيهِ منحى قَول ابْن الرومى
(فَضَيْفُهُ فِى رَبِيعٍ طُولَ مُدَّتِهِ ... وَجارُهُ كُلَّ حِينٍ مِنهُ فى رَجَبِ)
وَمثله لأبى هفان
(لِرَبيعِ الزَّمان فِى الجَوْلِ وَقْتٌ ... وابْنُ يَحْيَى فِى كُلّ وَقْتٍ رَبِيعُ)
وللبحترى
(وكَمْ لَبِسْتُ الخَفْضَ فِى ظِلِّهِ ... عُمْرِى شَبابٌ وَزَمَانِى رَبِيعُ)

الصفحة 256