كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْغَرِيب الأعزل الذى لَا سلَاح مَعَه والعزل مصدر الأعزل وَمنع الرجل يمْنَع مناعة فَهُوَ منيع الْمَعْنى يَقُول إِذا كنت أعزل بِلَا سلَاح فلحاظك يقوم مقَام السِّلَاح لِأَنَّك إِذا نظرت إِلَى عَدوك خافك هَيْبَة لَك فصرت منيعا بِهِ فَلَا تحْتَاج مَعَه إِلَى سلَاح // وَهَذِه مُبَالغَة // وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول الآخر
(لَحَظاتُ طَرْفِكَ فِى الْوَغَى ... تُغْنِيكَ عَنْ سَلّ السُيوفِ)
(وَعَزِيمُ رأيِكَ فِى النُّهَى ... يَكْفِيكَ عاقِبَةَ الصُّرُوفِ)
(وَسُيُولُ كَفِّكَ فِى الْوَرَى ... بَحْرٌ يَفِيضُ عَلى الضَّعِيفَ)
38 - الْغَرِيب المغافر جمع مغفر وَهُوَ مَا يكون على رَأس الْفَارِس من حَدِيد وَهُوَ من الغفر وَهُوَ التغطية والدروع جمع درع وَهُوَ مَا يكون على الْفَارِس من حَدِيد وَغَيره الْمَعْنى يَقُول لَو أخذت ذهنك بَدَلا من حسامك لقطع المغافر الَّتِى على الرُّءُوس والدروع الَّتِى على الْأَجْسَام يصفه بالذكاء والفطنة وحدة الذِّهْن
39 - الْمَعْنى يَقُول جهدك أى طاقتك لَو استفرغته فى قتال لأتيت على أهل الدُّنْيَا كلهم
40 - الْغَرِيب تسمو تعلو وتلفى تُوجد وَمِنْه قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى {مَا ألفينا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} الْمَعْنى قد علت همتك فآنت لَا تقنع بمرتبة وَاحِدَة وَقَوله {فتسموا} يجوز أَن يكون خطابا لَهُ وَيجوز أَن يكون خَبرا عَن الهمة
41 - الْإِعْرَاب جواد رَفعه على معنى لَيْسَ ورفيع نَصبه بِغَيْر تَنْوِين وَالْألف فِيهِ للوصل وَالْإِطْلَاق وَلَيْسَ هُوَ بِبَدَل عَن تَنْوِين كَمَا هُوَ فى قَوْلك رَأَيْت زيدا وَهُوَ مبْنى مَعَ لَا على مَذْهَب الْبَصرِيين وَعِنْدنَا مُعرب الْمَعْنى يَقُول أَنْت بجودك قد أنسيت اسْم الْجواد فَلَيْسَ جود إِلَّا جودك فَكيف محا ارتفاعك اسْم الِارْتفَاع عَن النَّاس
الصفحة 258