كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْغَرِيب الْعَارِض السَّحَاب وأقشع أقلع وتفرق الْمَعْنى يَقُول أعيدى لنا الْوِصَال الذى كَانَ لنا مِنْك فَلَو كَانَ وصلك دَائِما مثل دوَام هَذَا السَّحَاب لَكَانَ لَا يَزُول وَلَا يَنْقَطِع
11 - الْغَرِيب زجل يسمع لَهُ زجل وَهُوَ صَوت الرَّعْد والملا المتسع من الأَرْض والتلعات جمع تلعة وهى مَا ارْتَفع من الأَرْض والممرع المخصب الْمَعْنى يَقُول هَذَا السَّحَاب لَهُ صَوت برعده ويملأ الجو ببرقه حَتَّى يرى نَارا ويملأ المتسع من الآرض بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالبحر ويمرع التلاع أى يخصبها ويطلع عَلَيْهَا النَّبَات لِأَنَّهُ يعم العالى والمنخفض لِكَثْرَة سيله وَجمع فى هَذَا الْبَيْت مَا فرق غَيره وأبدع فِيهِ قَالَ الطائى
(آضَ لَنا مَاء وكانَ بارَقا ... )
يَقُول رَجَعَ مَاء بعد الْبَرْق وَقَالَ ابْن دُرَيْد
(كأنَّمَا البَيْدَاءُ غِبَّ صَوْبِهِ ... بَحْرٌ طَما تَيَّارُهُ ثُمَّ سَجَا)
12 - الْغَرِيب الغدق الْكثير من المَاء وَمِنْه قَوْله جلّ وَعلا {مَاء غدقا} أى كثيرا الْمَعْنى وصف بنان الممدوح بِكَثْرَة عطائه فشبهه فى كَثْرَة عطائه بالسحاب الْكثير المَاء وَهُوَ // مخلص حسن // وَمثله للبحترى قَالَ
(كأنَّها حِينَ لَجَّتْ فِى تَدَفُّقِها ... أيْدِى الخَلِيفَةِ لَمَّا سالَ وَادِيها)
وللطائى
(بَنانُ مُوسَى إذَا اسْتَهَلَّتْ ... لِلنَّاسِ أغْنَتْ عَنِ الْغُيُوثِ)
الصفحة 261