كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْغَرِيب العصى العاصى الْمَعْنى يَقُول إِن الدَّهْر لم يزل عَاصِيا ينكد على كل من أمل شَيْئا وَلَا يبلغهُ مُرَاده وَأَنت قد أطاعك فَكَأَنَّهُ عبد إِذا دَعوته لباك بِمَا تُرِيدُ وَهُوَ قريب من قَول الآخر
(تَصَرَّفَتِ الدُّنْيا لَهُ بِقَضَائِهِ ... فأيَّامُها أنَّى يَشاءُ صَوَارِفُ)
30 - الْغَرِيب شأوهن سبقهن وظلع جمع ظالع وَهُوَ الغامز من يَد أَو رجل الْمَعْنى يَقُول قد أفنت فضائلك وأوصافك الْفَضَائِل وَقد انصرفت بعد بُلُوغ غَايَة الْوَصْف فِيهَا مطايا وصفى ظلعا أى مقصرة عَن الْإِدْرَاك وَلما اسْتعَار لوصفه مطايا جعلهَا ظلعا وَمثله لحبيب
(هَدَمَتْ مَساعِيهِ المَساعِىَ وَابْتَنَتْ ... خُطَطَ المَكارِمِ فِى عِراصِ الفَرْقَدِ)
31 - الْمَعْنى يَقُول جرت مفاخرك فى الشرق والغرب مجْرى الشَّمْس فَمَا تركن شرقا وَلَا غربا إِلَّا جزنه لِأَن ذكرك قد عَم الْبِلَاد بالفخر قَالَ ابْن وَكِيع هَذَا مَأْخُوذ من قَول حبيب
(أمَطْلَعَ الشَّمْسِ تَبْغى أنُ تَؤُمَّ بِنا ... فَقُلْتُ كَلاَّ وَلَكِنْ مَطْلَعَ الجُودِ)
وَلَيْسَ بَينهمَا تناسب لَا لفظا وَلَا معنى وَإِنَّمَا بَيت حبيب فِيهِ // المخلص الْحسن // وَإِنَّمَا هُوَ من قَول ابْن الجهم
(وَسارَتْ مَسِيرَ الشَّمْسِ فِى كلّ بَلْدَةٍ ... وَهَبَّتْ هبوب الرّيحِ فِى البرّ والبَحْرِ)
وَمن قَول أَبى قيس يصف قصيدة
(تَسِبرُ مَسِيرَ الشَّمْسِ شَرْقا وَمَغْرِبا ... وَيحْلُوا بأَفْوَاهِ الرّجالِ نَشِيدُها)
الصفحة 266