كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْإِعْرَاب الرِّوَايَة الصَّحِيحَة وهى الَّتِى قَرَأت بهَا على الشَّيْخَيْنِ الْإِمَامَيْنِ أَبى الْحرم مكى بن رَيَّان وأبى مُحَمَّد عبد الْمُنعم بن صَالح النحوى لعممنها وخشين بالنُّون وَالضَّمِير للمفاخر وروى الواحدى والخوارزمى لعممتها وَالضَّمِير للممدوح وخشيت بِضَم التَّاء وَالضَّمِير للمتنبى الْمَعْنى يَقُول لَو قرنت الدُّنْيَا بِأُخْرَى مثلهَا وضمت إِلَيْهَا لعمتها همتك وعزمك وسعة صدرك وَخفت أَنا أَن لَا نقنع بهما وعَلى روايتهما لعممنها أى مفاخرك وفضائلك وخشين أَن لَا تقنع بهما
33 - الْإِعْرَاب جعل اسْم أَن نكرَة وَهُوَ جَائِز فى ضَرُورَة الشّعْر وَكَانَ الْوَجْه أَن يَقُول أَن مَا ادّعى حق فَيكون التَّقْدِير دَعْوَاهُ حق وَمَا ادّعى فى مَوضِع رفع لِأَنَّهُ خبر أَن الْمَعْنى يَقُول لَا يكذب من ادّعى لَك فَوق هَذَا لِأَن الله يشْهد بتصديقه بِمَا خلق فِيك من علو الهمة والفضائل الْمَوْجُودَة
34 - الْغَرِيب النزر هُوَ الْقَلِيل وَإِنَّمَا كَرَّرَه لاخْتِلَاف اللَّفْظ كَقَوْلِه تَعَالَى {لَا يمسنا فِيهَا نصب وَلَا يمسنا فِيهَا لغوب} ومعناهما وَاحِد الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح حفظ الْقَلِيل من جنس مَا ضيعه لِأَن الْمَحْفُوظ لَا يكون مضيعا قَالَ الواحدى وعنى بِهَذَا نَفسه يُرِيد أَنه إِنَّمَا حفظ الْقَلِيل من مفاخره لِأَنَّهَا أَكثر من أَن تحفظ وَفِيه نظر إِلَى قَول الحكمى
(حَفِظْتَ شَيْئا وَغابَتْ عنكَ أشْياءُ)
35 - الْإِعْرَاب رجلا نَصبه لِأَنَّهُ مَوضِع الْمَفْعُول لِأَنَّهُ خبر مَا لم يسم فَاعله وَمن النَّاس من يُسَمِّيه مَفْعُولا ثَانِيًا الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِن كَانَ لَا يدعى الْفَتى رجلا حَتَّى يكون مثلك فسم النَّاس جَمِيعهم إصبعا لأَنهم لَو وزنوا بإصبعك مَا وفوا وَقَالَ الواحدى لأَنهم بِالْقِيَاسِ إِلَيْهِ كالإصبع من الرجل قَالَ وَكَانَ هَذَا الممدوح يلقب بذى الإصبع لَهُ إِصْبَع زَائِدَة وروى الخوارزمى أضبعا بالضاد بالضاد الْمُعْجَمَة جمع ضبع يُرِيد كلهم بِالْإِضَافَة إِلَيْك ضباع لِأَنَّك حزت شرفا وَقدرا لم ينله إِلَّا أَنْت قَالَ ابْن وَكِيع وَهُوَ من قَول أَبى النَّجْم
(لَوْ كانَ خَلْقُ اللهِ جَنْبا وَاحِداً ... وكنْتَ فِى جَنْبٍ لكُنْتَ زَائِدًا)
وَمن قَول عمر بن أَبى ربيعَة المخزومى
(وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ فِى جانِبٍ ... مِنَ الأرْضِ وَاعْتَزَلْتَ جانِبا)
(لَيَمَّمْتُ طَيَّتَها إنَّنِى ... أرَى قُرْبَها العَجَبَ العاجبا)
الصفحة 267