كتاب شرح ديوان المتنبي للعكبري (اسم الجزء: 2)
- الْإِعْرَاب يَد عطف على فَاعل نفاها الْمَعْنى يَقُول ونفاها يَد قتالة للأعداء قَوِيَّة باطشة فى الْقِتَال باذلة للأولياء فى المنوال وَترى ذَلِك فرضا عَلَيْك وَهُوَ نفل لَا وجوب عَلَيْك فِيهِ وَهُوَ مَنْقُول من قَول حبيب
(ثَوَى مالُهُ نَهْبَ المَعالى فَأَوْجَبَتْ ... علَيْهِ زَكاةُ الجُودِ مَا ليسَ وَاجِباَ)
وَقَول ابْن الرومى
(مَلِكٌ لَا يَرَى اللُّهَا ... تَسْتَحِقُّ الوَسائِلاَ)
(وَيَرَاهاَ فَرَائِضًا ... وتُسَمَّى نَوَافِلاَ)
وَقَول الآخر
(أغَرِّ مَتى تَسْأَلْهُ جادَ فَرِيضَةً ... وَإنْ أنْتَ لَمْ تَسأَلْهُ جادَ تَبرُّعا)
19 - الْغَرِيب الْحلَّة ثَوْبَان يَلْبسهُمَا الرجل مُجْتَمعين الْمَعْنى يَقُول يَا من كَانَ فَحذف كَانَ وَهُوَ يريدها وَيجوز أَن يكون حِكَايَة الْحَال أى أَنه كَانَ يُبدل فى حَال حَيَاته كَقَوْل الراجز
(جَارِيَةٌ فِى رَمَضَانَ المَاضِى ... تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بالإِيماضِ)
فَحكى حَالهَا فى الْوَقْت وَمعنى الْبَيْت أَنه كَانَ يلبس فى كل يَوْم لباسا جَدِيدا غير الآخر ويخلع الملبوس على من يَقْصِدهُ فَكيف رضى بِثَوْب لَا يخلع وَهُوَ الْكَفَن
20 - الْمَعْنى يَقُول يَا من يُبدل كل يَوْم حلَّة مَا زلت تخلعها أى كنت تلبس كل يَوْم خلعة ثمَّ تخلعها على من جَاءَ يطْلبهَا من شَاعِر أَو زائر أَو قَاصد لدفع ملمة وَالْيَوْم قد لبست ثوبا لَا يخلع يُرِيد الْكَفَن
21 - الْغَرِيب القادح الذى يثقل حمله الْمَعْنى يَقُول مَا زلت تدفع عَنَّا الْأُمُور الثَّقِيلَة حَتَّى أَتَى الْأَمر الذى لَا يدْفع وَهُوَ الْمَوْت وَهُوَ مَنْقُول من قَول يحيى بن زِيَاد الحارثى من أَبْيَات الحماسة
(دَفَعْنا بِكَ الأَيَّامَ حَتَّى إذَا أتَتْ ... تُرِيدُكَ لَمْ نَسْطِعْ لَهَا عَنْكَ مَدْفَعا)
الصفحة 273